امتحان إرادة التغيير

تم نشره الأربعاء 02nd كانون الثّاني / يناير 2013 01:43 صباحاً
امتحان إرادة التغيير
اسامة الرنتيسي

أكثر الشعارات رواجا في العملية الانتخابية التي لم تسخن حتى الآن، هو شعار التغيير، وانضوت تحت جناحيه شعارات الربيع العربي (الدولة المدنية الحديثة، والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية والمساواة الإنسانية).

لكن أغلبية من رفع الشعار لم يكتس ِعظمه لحما، لأسباب عديدة، أبرزها، اولا: أنهم ليسوا من فرسان التغيير الحقيقيين، وإنما ركبوا الموجة، وثانيا: أن التغيير لا يتحقق بالشعار، وإنما في البرنامج الواقعي الملموس، في القضايا الوطنية والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.

امتحان إرادة التغيير، يتحمل الجميع مسؤولية الإجابة عليه، من الناخب أولا، والمرشح ثانيا، والقوى السياسية ثالثا، وصنّاع القرار رابعا.

شرائح مهمة في صناعة القرار لا تزال تلتف على استحقاقات التغيير وتقاومها أو تدير الظهر لها. ولهذا جاء التغيير شحيحا خلال السنتين الماضيتين، واقتصر على الجانب السياسي فقط، وتراجعت فيه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى هذه الدرجة من البؤس. وعلى الثوابت الأربعة التي جاءت في الورقة النقاشية التي طرحها رأس الدولة استحقاقات كثيرة على كل قوى الشد العكسي التي تستوطن في مراكز صنع القرار، التراجع والانكفاء جانبا، أو التناغم مع هذه الثوابت، لا وضع العصي في الدواليب.

عند القوى السياسية، تأتي الانتخابات فرصة لامتحان برامجها مع الناس، بحيث تتقدم بهذه البرامج ورؤيتها للتغيير وتناقشها مع الناس، باتجاه تطويرها وتتأكد من أنها تستجيب لكل مصالح الفئات الشعبية، وهذا يعني أن قوى المقاطعة خسرت هذه الفرصة، في التواصل المباشر مع الناس، واكتفت بالحرد السياسي، وهو يشبه حرد الانسان من بيته أو جامعته، فالخسارة تعود عليه أولا وأخيرا.

بالنسبة للمرشح والقوائم الوطنية على وجه الخصوص، فإن ارادة التغيير تعني مشاركة الشعب في همومه وآماله وطموحاته، وتعزيز التواصل مع كل فئاته بالحوار المباشر الذي لا يخلو من النقد والتقييم والمرارات. بحيث يقدمون برنامجا وأجوبة، ويعدون بالنضال من أجل تحقيقهما في ما لو قيض لهم النجاح تحت القبة.

أما بالنسبة للناخب، وهو حجر التوازن في المرحلة المقبلة، فعليه تجاوز المزاج السلبي الحاد الذي لف المجتمع الاردني بعد قرارات رفع الدعم عن المحروقات، وبعد اقرار قانون الانتخاب بصيغته الحالية ، وبعد تراجع مخرجات الاصلاح السياسي والاقتصادي، لأن عملية التغيير لن تكون إلا بالمشاركة في العملية الانتخابية، وفي هذه الايام المساهمة في حلقات النقاش وخاصة المناظرات التي تنظم مع المرشحين، من أجل فحص مضمونهم وبرامجهم، والبحث عمن يمثلنا لا يمثل علينا، وصولا الى صندوق الاقتراع والمشاركة الفاعلة فيه.

( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات