نازل " بَسْ هيك "
في كل دائرة انتخابية، يكاد الناس يتوافقون فيما بينهم على أن المقعد محسوم لمرشح بعينه، وفي بعض الحالات قد يتوافقون على أن التنافس الحقيقي يجري بين اثنين وفي حالات نادرة بين ثلاثة مرشحين.
على هامش هذا المشهد، يوجد صنف خاص من المرشحين غير المنافسين، وإذا سألت عن سبب ترشيح أحدهم، يقال لك: هو "نازل بس هيك"، أي أنه يترشح بهدف غير هدف النجاح. وبالفعل فإن هناك عدداً كبيراً من المرشحين يتكرر كل مرة ولا ينال الواحد منهم إلا عدداً محدوداً يتكرر على الدوام، ومع ذلك فإنه يواصل الترشح.
رغم أن الأمر يبدو وكأنه نوع من الهواية السياسية، لكن في الواقع علينا أن نتوجه بالشكر لهؤلاء الذين لولاهم لما كانت هناك حملات وربما لما كانت هناك انتخابات. إنهم مشاركون مواظبون إيجابيون لا غاية لهم سوى توسيع دائرة التنافس.
هذه السنة تعزز هذا الفريق من المرشحين النازلين "بس هيك" بصنف جديد، كماً ونوعاً، وذلك من خلال مئات الأسماء التي ترشحت في القوائم الانتخابية، وهي أسماء يعلن أصحابها بوضوح أنهم يترشحون "بس هيك"، رغم أن إجابة بعضهم قد تتخذ أحياناً صيغة: "نازل دعم للكتلة"، أو "نازل عشان أبو فلان".
كما ترون، إن ظاهرة نكران الذات السياسية هذه جديرة بالانتباه والاحتفاء، إننا أمام مشاركين أصلاء في "عرس"، يدركون سلفاً أنه لا "قرص" لهم فيه. ( العرب اليوم )