أيها الناخب اتقي الله وأحسن اختيارك
المجلس قادم شئت أم أبيت، قادمٌ بمحاسنه أو بمساوئه، فهو إفرازاتك، وهو من يمثلك رغماً عنك سواء أدليت بصوتك أم لم تدلي به، فهو يمثلك ويمثل حتى الأشخاص الذين امتنعوا عن التصويت، وهو الذي سيقرر مصيرك ومصير الوطن والمواطن فإن كان صالحاً أو فاسداً فهو قادم، فلا عيب في من يصل إلى قبة البرلمان مهما كان، فإن كان صالحاً فَخَيرُه على الوطن والمواطن، وإن كان غير ذلك فيزداد دمار الوطن دماراً أكثر مما نحن فيه، لذا فقبل أن تدلي بصوتك ضع الله أمام أعينك وحكم العقل والضمير، وغلب مصلحة الوطن والمواطن على مصلحتك الشخصية، وابتعد عن العصبية النتنة، وأحسن اختيارك، فكيفما تكونوا يولى عليكم. واعلم أخي الناخب بأن الدنيا كلها لم تظفر بكتاب أجمع للخير كله، وأهدى للتي هي أقوم، وأوفى بما يُسْعد الإنسانية، من القرآن، فتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وضَمِنَ للمسلمين الأمن والسعادة في دنياهم وأخراهم.
أما الوجوه المعروفة والتي وصلت إلى قبة البرلمان وتُعيد ترشيحها الآن، فحذاري من قسم كبير جداً منهم، فالمجرب لا يُجرب، عاثوا فساداً أخلاقياً ومالياً واجتماعياً ودينياً، تحايلوا على الشعب، غادروا مناطقهم الانتخابية إلى العاصمة وتركوا أُناسهم يغرقون بالفقر والويلات، ثوروا الشعب، وأقلقوا الملك، ودمروا الوطن، منحوا الثقة لبعض الحكومات الفاشلة مُقابل تنفيذ مصالحهم الخاصة التي جعلتهم من أصحاب رؤوس الأموال وماضيهم معرفاً فمن أين لهم هذا، كل ذلك على حسابك أيها الناخب، حسبي الله عليهم، انتبهوا ولا تُكرروا ما أصابكم.
قد تستغربوا بأن أسماء أعضاء المجلس السابع عشر القادم أصبحت معروفة من خلال البذخ والإنفاق الذي يغضب وجه الله، وشراء الذمم بطريقة لا يُمكن إثباتها قانونياً، فمن يمتلك المال سيصل إلى قبة البرلمان إلا القلائل الذين يعتمدون على قواعدهم العشائرية بغض النظر عن كون مرشحهم يصلح أو لا يصلح.
أخي الناخب النائب الذي نريد يجب أن تتوفر فيه صفات أقرب إلى النزاهة، وبعيدة كل البعد عن العصبية الجاهلية، وعن الإغراءات المادية الآنية، أهمها أن لا يكون سلعة رخيصة بيد الحكومات تُباع وتُشترى لتكون قراراتهم نابعة من ضمير الأمة، هدفها إنقاذ الشعب الذي أصبح لا حول ولا قوة له إلا بالله. وأن يكون رجلاً قوي الشخصية (قويٌ من غير عنف، وليِّنٌ من غير ضعف)، لا تُغيره المُغريات، ولا تأخذه بالحق لومة لائم، فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين. وأن يكون من أصحاب الخبرة والاختصاص، تشريعياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وسياسياً. وأن يكون قادراً على رسم سياسات الدولة وإلزامهم بتنفيذها لما فيه خير الوطن والمواطن. وأن يكون صادقاً، فالكذب يؤدي إلى الهلاك، كما قال رسول الله (ص): إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا. وأن يكون قريباً من الشعب، يتلمس همومهم واحتياجاتهم باستمرار، ويُطالِب بِقُوَّة بإزالة الهم والغم عنهم. يُعارض ما يتعارض مع مصالح الشعب، ويؤيد ما يُلبي مصالحهم واحتياجاتهم. وأن يُغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فالخدمة العامة تنفع قطاعاً كبيراً من المواطنين، أما الخاصة فتنفع شخصُ بعينه.
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ( صدق الله العظيم.