الهوس في شراء الموبايلات ؛ حماقة ، وصغر عقل ، وغباء
المدينة نيوز – المحرر الثقافي - : نعتمد – أحيانا – على مقالات من هذا النوع علنا نخفف عنكم وطأة الحياة وزحمة الأخبار ، وعبدالله شيخ الشباب الذي كنا نستكتبه وهو في " التوجيهي " أصبح الآن " عريسا " وفي الجامعة ، بعضكم يعرفه وبعضكم لا يعرفه ولكن كتاباته ناقدة وأحيانا تعتمد الكوميديا السوداء ، وقد وصلنا منه هذا المقال ونحب ان تشاركونا قراءته :
كثيراً ماألاحظ أن الكثيرين من الناس البلهاء ؛ يحمل الواحد منهم في جيبه عدة موبايلات ؛يتسلى ويتمتع برؤيتها في الصباح والمساء، ويقوم من خلالها بإزعاج صفاء ووفاء وغيرهن من بنات حواء ،والغريب أنه لايكتفي أبداً بما لديه من أجهزة تحتويها قائمته السوداء ، بل نراه يومياً يقوم بشراء كل ماينزل الى الأسواق من موبايلات كلّما أدبر عنه الصباح وأقبل عليه المساء ؛أو كلما جاء الصّيف ورحل الشتاء ؛ وخاصة إذا رأى أو سمع عن جهاز جديد له لون أو شكل أو اسم مختلف عن باقي الأسماء .
وإن سألته عن الأسباب التي تدفعه الى القيام بمثل هذه التصرفات الهوجاء ؛ لسمعت منه إجابات غريبة بلهاء ؛ تسنتج منها في مجملها ان عقله أصغر حجماً بكثير من حجم عقول العصافير التي تطير في السماء .
وعلى هذا فإني أرجو أن أوضح للجميع بدون استثناء: بأن هذا الهوس في شراء الموبايلات في رأيي الشخصي ؛ ليس سوى تصرف ساذج من السخفاء ،وهو تصرف إن دل على شيء فإنما يدل على عقول صغيرة تطفح بمجاري الغباء؛ وأعتبره من احدى التصرفات الهوجاء التي يفعلها عادة بعض الأغبياء ؛الذين يعتقدون أنهم أذكياء؛ مع أنهم في حقيقة الأمر ماهم إلاّ مجموعة حمقى وبلهاء.!! لأنهم بمثل هذه التصرفات الحمقاء لايعلمون أنهم يزيدون من ثراء التجار الأثرياء؛ الذين يضحكون على عقولهم الصغيرة بكل حيل المكر والدهاء .
فأنتم بصراحة يابلهاء ؛ تضحكون على أهاليكم البسطاء ، وتضحكون أيضاً على أنفسكم حينما تذهبون الى المحلات وتبادرون فوراً بالشراء؛ بحجة أن الجهاز الجديد في رأيكم ؛ أفضل أو أنه سيزيد عقولكم معلومات و ذكاء !
هل لكم أن تقولوا لي يامن تدّعون الثـّقافة والذكاء : ماهذه المعلومات الهامة التي ستحصلون عليها من وراء اقتناء هذا الجهاز أو ذاك كلما شممتم الهواء ؟؟ لاسيّما أن الذي أعرفه أنا والذي يعرفه غيري من العقلاء ؛ هو أن الهاتف الخلوي ؛ ليس سوى مجرد وسيلة يقوم بها الناس من خلاله بالإتصال بالأهل والأصدقاء ، وذلك من أجل الإطمئنان وقضاء بعض الحاجات والإحتياجات ، وليس هو وسيلة صماء للتفاخر والإدعاء بأنهم عباقرة وعلماء.
لوقمتم وأتيتم معي في هذه الأثناء ، ورأيتم الموبايلات الشخصية لأصحاب الشركات العظماء ؛ الذين يقومون بتصنيع جميع هذه الموبايلات التي ترونها تملاً رفوف المحلات في كل المدن والأحياء ، لوجدتم أنهم يحملون أرخص وأبسط الأنواع ياعلماء .
لذا بحق رب السماء !! كفاكم حماقة وهبلاً وجهلاً وتصرفات رعناء، وكفاكم ضحكاً واستخفافاً بعقول أهاليكم المساكين الذين لايجد معظمهم ثمن حبة دواء ، ولايجدون بسبب افقاركم لهم لقمة غذاء ؛ مع أنهم يتحملون من أجلكم كل هذا العناء ؛ على الرغم من بلادتكم ورسوبكم في المدارس والجامعات وتمتعكم بكل هذا الغباء .
عبدالله شيخ الشباب
طالب جامعي ـ اولى هندسة ـ الأردن