فيديو النواب .. بالميزان

تم نشره الثلاثاء 22nd كانون الثّاني / يناير 2013 08:21 مساءً
فيديو النواب .. بالميزان
برهان جازي

 

لماذا يحاسب الانسان على تصرفاته وسلوكه الشخصي وهو ملك له ؟ .. تنتهي حريتك عندما تتعدى حرية الاخرين ... بالفتره الاخيره تداول الشارع الاردني بشكل عام فيديو يخص جلسه خاصه لا تمس او تمت بصله بأي شأن سياسي ...

والسؤال هنا .. لو وضعت كاميرات ببيوت الناس او بأي مكان اخر الا تسجل هذه الكاميرات سلوك وافعال واقوال البشر الغير مرغوب بها من اي طرف اخر ؟ .. لا يوجد انسان منزه عن الخطأ .. نحن اجمالا لا نبرر الاعمال او الاقوال التي فيها معصيه ...ولا بأي شكل من الاشكال .. ولكن دورنا نحن كبشر او كمسلمين خاصه بأن ندعو للأنسان المخطأ بالهدايه .. وليس بشن حملة هجوم شرسه على تصرفاته وسلوكه والتي ينطبق علينا المثل ( لا ترمي الناس بالحجاره وبيتك من زجاج ) .. كل انسان خطاء .. ولا انسان لا يوجد بحياته مجموعة من الاخطاء .. وهذا لا يعني ان الدنيا انتهت .. على ان لا يمتد خطأه الى مضرة الاخرين ...

معالي السيد الدغمي - من الاشخاص المحترمين جدا بالمجتمع الاردني .. وانا شخصيا واقسم بالله العظيم لا اعرفه او التقي به يوما .. ولكن اناقش الموضوع بشكل موضوعي مجرد بعيد كل البعد عن الشخصنه ... معالي السيد الدغمي خدم الاردن بكل طاقاته ولم يسيء لاحد .. وكما كنا نسمع من اخبار الناس بالدورات السابقه للترشح لمجالس النيابه كانت مسموعيات ( معالي الدغمي ) دائما متفوقه بالعطاء والخير ... 

لنفترض مجازا بأن شريط الفيديو صحيح مائه بالمائه ... الانسان بلحظة انفعال او غضب او عدم السيطره على نفسه قد تخرج منه الفاظ وعبارات انيه ولحظيه هو شخصيا بعد مضي من الوقت يندم عليها .. وقد تكون زلة لسان او مجامله الحضور .. هناك كثير من الناس ببيوتها او بين اقربائها او معارفها يفتحون مواضيع يتكلمون بها ويأخذون راحتهم بالكلام بدون خوف وتتجاوز السقوف في حين امام العامه لا يتكلمون بهذه الامور تحسبا .. اذا هذا امر طبيعي .. ولا يجوز بأي شكل ان نعتبر هذه الحادثه استثنائيه وشاذه وخارجه عن المألوف ... الكل ونحن كذلك ... ولكن لحسن حظنا احيانا لا يسجل او يصور ما يقال .. ولو صور وسجل ما نقوله لخربت الدنيا وقامت ولم تقعد .. لاننا حقيقة نحن كبشر ننم ونستغيب ونحلل ونفسر ونتمادى ونشخص ونبدي رأينا بأمور كثيره .. هذه طبيعتنا كبشر .. ونحاول نحن البشر بكال ما أوتينا من اراده وقوه ان نقلل من هذه الافعال والاقوال حتى بيننا وبين انفسنا كما امرتنا الشرائع السماويه التي تدعو دائما الى البعد عن الغيبه النميمه والى التسامح والعفو وتقدير الظرف والمكان والزمان ....

مما أثار في النفوس بأن الناس اجمالا تكون تعرف انسان بأنه دائما بأبهه وأجمل صوره تعاملا وخلقا وادبا وانسانا بمعنى الكلمه .. والكمال لله .. لكن مما يثير الحنق احيانا او تشعر بضيق اذا وجدت هذا الانسان له سلوك خاطئ واحد كنت تتمنى ان لا تراه او تكتشفه .. وان حصل هذا لايعني بأن الدنيا انتهت .. ومن الخير والافضل لو اعترف هذا الانسان بخطأه بكل هدوء واريحيه وماذا لو قال اتمنى من الله العلي القدير الهدايه والتسامح .. وانا اعترف بخطأي ... وربما هذه الحادثه ارادها الله لي خيرا لكي اعيد مراجعة نفسي واتخلص من اخطائي ... وانا اعد الله والجميع بأن التزم وأن لا تتكرر واطلب من الله ان يسامحني ومن الجميع المسامحه والعفو اذا تجاوزت حدودي بدون قصد واعتذر ... هذا الامر يزيد من احترام الناس لهذا الشخص .. ويذيب كل ما نتج عنه من اساءه للاخرين بلحظه كان يفترض ان تكون سريه ومستوره ولكن الظروف والقدر شاءا ذلك ..

كل انسان يمر (بنقطه تحول ) بحياته ... وانا شخصيا تعرضت لهذا الامر كثيرا ... وكانت بعض الهفوات او السقطات او السلوك الخاطئ التي تعرضت لها جعلتني (أقوم ) وانظم نفسي واعيدها الى الطريق الصحيح بما يرضي الله ... فقد كانت هذه النقاط التحول خيرا لي وليس شرا في الدنيا وفي القبر وفي الاخره ...

قد يلجأ الانسان الى عدم مواجهه الحقائق ليس انسحابا منه او جبنا .. ولكن لأن الطرف الاخر يمكن ان لا يقدر .. وقد يكون قاسي الى ابعد حد بحكمه .. مما يجعلني انسحب الى الخلف وادافع عن نفسي بكل شراسه وانفي وانكر ليس اقتناعا مني بهذا الامر او أنني أأومن به ولكن بسبب ما تلقيته من ردة فعل قد تتجاوز حدود الظلم وبعيده كل البعد عن الخلق الكريم والتسامح وتقدير الظرف ... من واجبنا نحن كبشر خلقيا ان نكون على مستوى عالي من الاخلاق بالتعامل مع الاخرين بحسناتهم وسيئاتهم ونكون معينيين لهم ومساعدتهم بالكلمه الطيبه لارشادهم او تذكيرهم الى العوده الى ما شرع الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..

دخل أناس كثيرون الاسلام بسبب حسن المعامله والخلق الكريم ... في حين ومنطقيا لا يجوز لأي شخص ان يتدخل او يذم او يقدح أي انسان أخر او ينتقده او يتعرض للقيل والقال ما دام هذا الانسان ملتزم ومحترم مع الاخرين .. على العكس قد يكون انسان على درجه عاليه من الاحترام والطيبه وحسن المعشر وهفوه واحده منه هذا لا يعني بأن هذا الانسان شرير وهو سبب خراب الدنيا .. وخاصة اذا كان سجله وعطائه نظيف... هناك رب يرى ويسمع يجب ان لا نظلم ونكون على قدر عالي من الرؤيا المنفتحه وسعة الصدر .. 

هناك اخطاء كثيره ترتكب من كل البشر يوميا مهما كانت قيمتها .. ولكن من يحاسب العباد هو رب العباد فقط .. كما يوجد قوانيين وتشريعات وشرائع سماويه ظبطت عملية المخطأ والمسيء لنفسه ولمجتمعه ولدينه .. فهذه عمليه منظمه لست انا او انت بموقع المسؤوليه لنحاسب فلان او علنتان .

الحياه السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه واي شيء يخص نواحي الحياه بكل انحاء العالم يقوم عليها اشخاص .. وهؤلاء الاشخاص مثلنا ومثلهم .. ليس منزهين عن الاخطاء .. ما دام يقوم بواجبه كوظيفه او مهنه او عمل اسند له بكل كفاءه واقتدار يكون هو قد اعطى ما عليه وما عدا عن ذلك تبقى المسأله شخصيه محصوره بينه وبين نفسه وبين ربه على ان لا يتعدى على حقوق او حريه الاخرين او يعترضهم ..

لنفترض ايضا مجازا بأن شريط الفيديو مفبركا .. بجميع الظروف والاحوال لا يجوز ان نصدر احكاما جزافا قد يوقع الانسان كما اشارت الايه الكريمه ( أن بعض الظن أثم ) ... ولا يجوز بأي حال من الاحوال أن اصنع او اتداول ماده او موضوع وأجعله شغلي الشاغل وكأني أتصيد بالماء العكر .. هذا حقيقة لا يقدم ولا يؤخر بالعمليه السياسيه او أي عمليه أخرى داخل الوطن .. هناك واجبات ومهام ومسؤوليات كبيره ملقاه على المواطن الاردني تخصيصا ليقوم بها وان لا يهدر وقته على القيل والقال والمتعلقه بالمسائل الشخصيه والتي اصلا لا تؤثر على حياتك او امورك لا من قريب ولا من بعيد ... وخاصة نحن بمرحله حرجه وحساسه قد تسيء للبلد ونحن بالغنى عنها ... انا حقيقة احترم واقدر كل انسان واعي ومحترم وقدير وذو رؤيه ويقدر الظروف وعلى درجه عاليه من الخلق الكريم بكيفية التعامل مع هذه الامور بدون تسرع قد تؤدي لا سمح الله الى تحقيق الهدف من هذا الامر وهو الفتنه كفانا الله شرها .

انا حقيقة اشعر بالحزن والاسى لما اراه امامي .. هناك من يترقبنا .. وهناك من يريد ان يرى البلد بالحضيض .. لا تساعدوهم بطريقه مباشره او غير مباشره .. يجب علينا ان نكون اكبر من ذلك كثيرا .. علينا ان ندفع هذا الوطن الى الامام والازدهار .. وان لا اطيح به بمسائل تافه وقليلة الشأن ولا نريد ان ينطبق علينا المثل القائل.. ( قلة الشغل بتعلم التطريز ) ... بناء المستقبل يحتاج الى اشخاص على قدر عالي من المسؤوليه والحس الاجتماعي وان لا يقف عند صغائر الامور .. 

القوانيين بالاردن مفعله وقويه والنظام والحكومه لا تتهاون مع اي مسيء وتظبط الامور كافة لتبقى ضمن مسارها الصحيح .. وهذا لا يعني اننا ليس بجانب المعارضه ببعض مطالبهم او كلها المنطقي منها والمقبول والتي تأخذ عملية المد والجزر بتحقيقها بالحوار مع الجهات المعنيه والمسؤوله بما يتناسب مع المرحله وبالتدريج وبما يناسب امكانياتنا والظرف والزمان والمكان .. كل شيء خاضع للحوار والنقاش .. والعملية الانتخابيه منظبطه وسائره نحو هدفها .. ولنعتبرها تجربه ونرى ماذا ستفرز .. لا نحكم على الامور مسبقا .. ( عسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى ان تحبوا شيئ وهو شر لكم ) .. 

احترامي ومودتي للجميع .. والله من وراء القصد ..

ملاحظه : معالي السيد الدغمي اكن له كل مشاعر الاحترام والتقدير والله العظيم انه بالغنى عن اقوالي لان تاريخه النظيف يشهد له بذلك وأنه حقا من رجالات الاردن الشرفاء المخلصين والذي والله اعطى للاردن وشعبه الكثير ومشهود له بحبه لوطنه وابناء شعبه واتمنى له حقيقة من قلبي ان يفوز بالانتخابات القادمه لا نريد ان نخسر احد رجالات الاردن التي لا زالت قادره على العطاء.

والسلام عليكم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات