اجتماعات "حالمة" لنواب يطمحون ببناء ائتلاف الأغلبية لتسمية وزراء
المدينة نيوز - لا تزال نشاطات النواب باتجاه تشكيل كتل برلمانية تأخذ طابع المشاورات والحوارات وصولا إلى تحديد القوائم المشتركة بين 150 نائبا منهم 92 نائبا جديدا يدخلون الحياة البرلمانية لأول مرة في حياتهم.
هذه النشاطات تواصلت امس في مبنى مكاتب مجلس النواب من دون ان يعلن اي من الناشطين في هذا الجانب عن نجاحه بتشكيل كتلة برلمانية، وباستثناء كتلة حزب الوسط الإسلامي المعلنة رسميا، فان باقي الكتل الأخرى لا تزال في مرحلتها"الجنينية".
بعد ظهر اليوم سيلتقي العديد من النواب في اجتماع تشاوري في المدينة الرياضية بدعوة من النائب عاطف الطراونه للبحث في تشكيل كتلة برلمانية، في الوقت الذي اعلن فيه الطراونه مسبقا انسحابه من المنافسة على مقعد رئاسة المجلس بسبب تعيين د. فايز الطراونه رئيسا للديوان الملكي.
وحتى مساء الثلاثاء فان كل مشاريع تأسيس الكتل البرلمانية وتشكيلها لا تزال في طور "الحمل الحالم" ، فان هذه المرحلة لن تستمر طويلا، وسنشهد خلال الايام القليلة المقبلة ولربما قبل منتصف الاسبوع المقبل اول الإعلانات عن تشكيل كتل برلمانية، ستدخل هي الاخرى في مرحلة جديدة للتفاوض مع كتل برلمانية شقيقة على بناء ائتلاف الاغلبية البرلمانية للتفاوض على مقعد رئيس مجلس النواب والمكتب الدائم ثم اللجان الدائمة.
هذه "الجلبة " التي يشهدها المجلس من المرجح ان تستمر طويلا، فعيون النواب لم تعد منحصرة فقط في التنافس على كرسي الرئاسة بالقدر الذي يسعون فيه للعب دور جديد يتمثل بالمساهمة بتسمية وزراء في الحكومة المقبلة.
هذان الهدفان الرئيسيان هما من يحكم لعبة الحراك البرلماني الذي يعاني من عدم معرفة هويات النواب وميولهم، وهذا ما يساعد على تعقيد بناء الكتل البرلمانية التي من الواضح انها يجب ان تتشكل نهائيا قبل افتتاح الدورة غير العادية الاولى لمجلس النواب لتساهم على الاقل بانجاز مرحلة التشاور مع رئيس الوزراء المكلف وتسمية وزراء او مباركة تسميتهم، ثم تأدية القسم الدستوري وبعد ذلك صدور الارادة الملكية السامية بدعوة مجلس الامة للانعقاد في دورته غير العادية الاولى.
وفي الوقت الذي لا يسمح العرف فيه بافتتاح الدورة البرلمانية بخطبة العرش السامي من دون وجود الفريق الحكومي بصحبة جلالة الملك، فان هذا العرف هو نفسه الذي سيحكم الوقت الزمني المتاح امام النواب لتشكيل ائتلاف برلماني يمثل الاغلبية من خلال بناء الكتل البرلمانية، التي لم يعترف الدستور الاردني والنظام الداخلي لمجلس النواب بها حتى الان.
ولا تزال فرص الراغبين في خوض انتخابات رئاسة مجلس النواب متساوية الى حد كبير حتى الان، الا ان هذه الفرص ستبدو مختلفة كثيرا في حال تم تغيير رئاسة مجلس الاعيان، او اعادة تعيين رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري، إذ إن اي جديد في هذا الجانب سيدفع بعدد من الراغبين في الترشح لرئاسة مجلس النواب إما مواصلة الترشح وإما الانسحاب، لاعتبارات لن تختلف كثيرا في معطياتها عن ذات الاعتبارات التي دفعت بالنائب عاطف الطراونه للانسحاب من الترشح للرئاسة في انتخابات رئاسة المجلس.
العرب اليوم - وليد حسني