فورين أفيرز الأمريكية: ملك الاردن ماهر في الحفاظ على التغيير الديمقراطي
المدينة نيوز - جاء بالموقع الإلكتروني لمجلة “FOREIGN AFFAIRS” الأمريكية والخاصة بالعلاقات الدولية والدور الأمريكى نحوها، تقريرا مطولاً يتحدث عن الربيع العربي ويصفه بأنه لا يدعو للتفاؤل، وأنه لم ينجح في أي من بلدانه سوى في تونس وبنسبة ضئيلة، لأنها لا تزال تعاني من مشكلات مشابهة لتلك التي تعانيها جيرانها ليبيا واليمن ومصر، حيث تعاني تونس من ضعف الدولة وتواجه تحدٍ من السلفيين المتطرفين.
وقد فصلت المجلة، المشكلات التي تعاني منها دول الربيع العربي، التي تمر بمرحلة "عدم يقين"، حيث قال عن ليبيا: "إنه رغم نجاح انتخابات ليبيا العام الماضي، ومرورها بسلام، إلا أن كتابة الدستور بها من المحتمل أن تمر بمثل ما مرت به العراق، من انقسامات حول مسألة السلطة الفيدرالية بين أجزاء مختلفة من الدولة، وهو احتمال لم تدعمه المجلة سوى بذكر معاناة ليبيا في استعادة الأمن وسيادة القانون، في مواجهة سيطرة الميليشيات على الريف وهجمات الجماعات السلفية على الأضرحة الصوفية، وهو مستوى من النزاع أيضًا لا يرقى ليترتب عليه خلافًا حول الدستور والانقسام مثل العراق.
ووصفت المجلة اليمن، التي وافق رئيسها السابق "علي عبد الله صالح" في نوفمبر، على تسليم السلطة لنائبه "عبد ربه منصور هادي"، بعد صدامات دامية مع مظاهرات المعارضة عام 2011، بأن حالتها مذرية متعذرًا بصراعها مع جماعة من المتمردين الشيعة في الشمال وحركة انفصالية وحركة تابعة لتنظيم القاعدة في الجنوب و"ميليشيات وقبائل قوية؛ تتحكم بمساحات كبيرة من الأراضي"، واختتم الحديث عنها بالقول: "إن جميع العلامات تشير إلى أن العنف سوف يستمر باليمن ويظل الاقتصاد في حالة ركود".
أما مصر، فقد ذكرت عنها المجلة حدوث أول انتخابات تنافسية في تاريخها، إلا أنها لا تمر بطريق سهل من الاستقرار والازدهار؛ حيث سيطر الرئيس مرسي على السلطة السياسية و"العسكرية" من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وشبهت المجلة رئيس مصر الحالي، بسلفه مبارك من حيث محاولة كل منهم؛ أن يضمن لنفسه قوى عملاقة، فهو الآن يملك سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية كبيرة، كما أنه حاول إسكات الإعلام، كما كشفت المجلة استمرار الجنرالات حتى الآن في ممارسة النفوذ من خلال مجلس الدفاع الوطني، في مقابل تحدي الليبراليين والعلمانيين لتوطيد مرسي لنفسه على السلطة في المحاكم.
وفي محاولة للتفريق، ذكرت المجلة أن أقوى التحديات السياسية التي يواجهها الإخوان المسلمون، لا تأتي من الليبراليين ولكن من حزب النور السلفي الذي يدعم الشريعة، وذلك دون ذكر تفاصيل، مشيرًا إلى التأثير السلبي لهذا كله، إلى جانب الفترة الصعبة التي تمر بها مصر بين العلاقات المدنية العسكرية - والتي لا أساس لها من الصحة- على الاقتصاد المصري.
أما الدول التي لم تنجح في الانضمام لدول الربيع العربي بعد، مثل سوريا فقالت عنها المجلة: "إنها قد انحدرت لحرب أهلية"، والجزائر قال عنها: "إن الحكومة واجهت الاحتجاجات بها بالقمع، ثم بعض الإصلاحات الرمزية لاسترضاء المعارضة، مما أدى لنجاح الحكومة العسكرية في الانتخابات البرلمانية في مايو 2012، رغم قلة المشاركة الشعبية بها، وخروج البعض في مظاهرات بعد إعلان النتيجة.
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فقد عرضت عنها المجلة دعمها للأنظمة الاستبدادية المحيطة بها، مستشهدًا بما حدث في فبراير 2011 من تحريك المملكة دبابات لمساعدة جارتها البحرين، على إحباط انتفاضة شهيرة رأت المملكة السعودية والبحرينية، أن بها تحريض طائفي، إلا أن السبب الحقيقي كان خشية المملكتين من تحول البحرين لملكية دستورية، حسب المجلة.
أما الأردن والمغرب، فقالت عنهما المجلة: "إن ملكيهما ماهران في الحفاظ على التغيير الديمقراطي، فرغم عدم تمتعهم بالثروة البترولية إلا أنهما استطاعا البقاء بالسلطة باحتفاظهما برباط خاص مع الشعب إما "بزعم" الانحدار عن النبي محمد مثلما في المغرب أو أن يكون بمثابة قوة موحدة للجماعات العرقية المختلفة في البلاد مثلما في الأردن، بنص المجلة".
وفي سياق منفصل، دعت المجلة الولايات المتحدة، ألا تكتفي بمنع البرنامج النووي الإيراني، بل يجب أن تتفحص طموحاتها الإقليمية على المدى الطويل، وهو ما يعد تحريضًا وتدخلاً بشئون إيران. " ترجمة الدستور المصرية "