عن الرفاهية
خلال أسبوع واحد ومن خلال متابعتي للأحاديث الحكومية من مستوى رئيس وزراء حتى أمين عام وزارة ، أستطعت أن أحصي عدد المرات التي رددت فيها كلمة "رفاهية المواطن" ، وبكل دقة رددت هذه الجملة 107 مرات .
بصراحة هذا العدد لا يدل على اهتمام الحكومة برفاهية المواطن فقط ! بقدر ما يدل على أن المواطن بطبيعته مرفه ويعشق الرفاهية هو أصلا "مفطوم عليها".
مثلا .. كنا زمان ومن باب الرفاهية نذهب الى البحر الميت بشوادرنا ومناقلنا ونمارس حفلة شواء بعينات من اللحمة ولإظهار نوع من الفشخرة الزائدة كنا نقوم بشراء أطواق الورود وارتداءها ، ومرات أخرى نقوم بركوب الجمال أو الحمير والتبختر بالسير عليها .
والحمد لله بأن الحكومة قامت بتأجير الشواطئ وعمل منتجعات عليها ، وأصبحت الدخوليات تحد كثيرا من فشخرتنا الزائدة .
أيضا ومن باب الرفاهية أصبحنا نحتسي النسكافيه ( 3 * 1 ) وأصبحنا نتناول الكاكا وجوز الهند والكيوي ، وأحيانا تهف نفسنا على (جمبري مجمد) . مع اننا لا نعرف طريقة أكله ، أذكر أننا وفي أول مرة أشترينا فيها "حبة جوز هند" بقينا ليلتنا نحاول فتحها دون جدوى ، ونمنا لاعنين هند وجوزها .
من باب الرفاهية أيضا ، قد تعرض "أم عوض" على زوجها العشاء خارج المنزل ، وقد يسعد أبو عوض بالفكرة ويخيرها بين سندويشة شاورما أو سندويشة فلافل ، فتحتار أم عوض إلا أنها ترسو على اختيار سندويشة شاورما جاج .
كثر الحديث عن رفاهية المواطن ، في حين أن رفاهيته الاجتماعية قياسا بدخله المالي يدل على انقراض معالمها منذ العصور البرونزية. وان ما بقي منها لزماننا هذا ليس إلا شبحا يروادنا كلما نصحتنا الحكومة بشد الأحزمة على البطون.
خلال أسبوع واحد ومن خلال متابعة بسيطة وسريعة رددت الحكومة عبارة (رفاهية المواطن) أكثر من 107 مرات ، في حين لم يتردد أي حديث عن رفاهية الحكومة نفسها.
اللهم لا حسد .