لماذا النسور في هذه المرحلة ؟
بعيدا عن المجاملات والاصطفافات غير الموضوعية ارى ان الدكتور عبد الله النسور هو الأوفر حظا ليقوم بتشكيل أول حكومة برلمانية فهل يفعلها السادة النواب فيسطفوا الى جانب الوطن في دعم هذا الخيار ؟
الادارة فن الممكن … والممكن مصطلح يطلق على الممكن الذي يجوز أن يوجد مع ممكن آخر إذا لم يكن بينهما تعارض وهو ضد المستحيل الذي يسمى (الممتنع) ويقال الممكن لشيء قد يحدث ولا يستبعد حدوثه … أي قد يتحقق وبالتالي فانه يعبر عن المستطاع والمحتمل ” الممكن” تحقيقه وهو يقع ضمن منظومة الاجتهاد .
بتقديري ان النسور وفي ادارته لشؤون الدولة ينطلق من فن الممكن مجتهدا في قراراته بناء على المعطيات وداتا المعلومات المتاحة له وفي هذه الحالة ان اصاب فله حسنتان وان اخطاء فله حسنة واحدة .
كما يتصف النسور بانه جرىء جدا في اتخاذ القرارات ويتحمل المسؤولية كاملة وهي صفة ضرورية ومهمة افتقدناها فكان ما كان من تراكم القضايا التي خلفتها العديد من الحكومات المتعاقبة .
شخصية الرجل باتت معروفة للجميع اتفقنا معه أم اختلفنا لكن لا احد ينكر عليه انه استطاع التعامل مع اشد القضايا والموضوعات الوطنية وبأنه برلماني عريق مارس المعارضة بمفاصلها وتفصيلاتها كما مارس الحكم الرشيد في ظل المتاح ويتصف بسعة الصدر وقوة الصبر وحكمة الحوار الى جانب قدرته على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب كما أملتها عليه المعطيات وبانه في المقام الأول شخصية وطنية لا مجال للمزاودة على عليه .
نتطلع بأمل الى مجلس النواب السابع عشر ان يغير في النهج والاداء لتتغير الصورة القاتمة والذي من شأنه ان يعيد الثقة بالسلطة التشريعية ( حجر الزاوية ) لتحقيق الاصلاح المنشود ومثل ذلك لن يتحقق إن لم يعي السادة النواب واجباتهم ومسؤولياتهم المحددة في الدستور عملا لا قولا … والحماسة لا تكفي فالشعب يريد ان يرى طحنا لا جعجعة .