خيمة المهندسين وأنفاق غزة

ليس تَصيُّدا كما يحلو لأصدقاء ومريدي جماعة الإخوان المسلمين أن يتهموا كل من ينتقد الجماعة في سلوك سياسي، او موقف وطني، أو سحل على الطريقة الإخوانية في مصر.
لكن أن يرضخ مجلس النقباء المهنيين، وبضغط من نقباء جماعة الإخوان المسلمين في المجلس، ونقيب المهندسين تحديدا، في اتخاذ قرار إزالة خيمة الموظفين المعتصمين إثر قرار فصل 13 موظفا من نقابة المهندسين، قبل نحو شهرين، ويتم تنفيذ القرار في ساعة متأخرة من يوم الجمعة الماضي، فهذا لا يمكن وصفه الا ضمن سياسة الاقصاء والاستقواء.
تبرير مُجمَّع النقابات المهنية لأسباب إزالة الخيمة، بأنها "استنفدت الأسباب التي أقيمت من أجلها، وأصبحت تشكل عائقاً للدخول إلى المُجمَّع، خصوصاً أن المجمع على أعتاب موسم الانتخابات"، لا يُقنع أحدًا، لان أسباب الإقالة ما زالت مرفوضة، وهي أسباب واضحة، بأن المفصولين ليسوا من "جماعة الإخوان" . نقطة أول السّطر.
هذا السلوك، لم يرتكبه مجمع النقابات المهنية، في فترة الأحكام العرفية، وعندما كان صماما للعمل الوطني، وسط حظر العمل الحزبي وقتها، أما الآن وبعد أن تربّع على سُدَّة قيادته جماعات اقصائية اصبح ما كان محظورا في السابق مبررا الآن.
يبقى السؤال مُعَلَّقًا في رقبة مجلس نقابة المهندسين، فهل حاول المجلس طيلة فترة نصب الخيمة لمدة شهرين إيجاد حل منطقي للأزمة من خلال الاتصال أو التفاوض أو الحديث أو الاستماع لمطالب المعتصمين، أم أغلق آذانه وأعْيُنه عن مشاهدة الخيمة وروادها الكثر؟
ولان الشيء بالشيء يذكر، فقد تسبب قرار حكومة الإخوان المسلمين في مصر محمد مرسي، بفاجعة لم نشهد مثيلا لها في حكم المخلوع حسني مبارك، عندما أغرقت قوات الأمن المصرية الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة بمياه المجاري.
نعم مياه المجاري، فكرة جهنمية لم يمارسها النظام المصري السابق، ولم تمارسها إسرائيل من قبل، فإذا كان قرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع نظرائهم في جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، يتم بهذا الشكل وبهذه العقوبة الوسخة، فكيف سيكون قرارهم مع من يخالفهم الرأي والتنظيم؟
أُذكِّر إن نفعت الذكرى، جماعة الإخوان المسلمين عندنا، كيف أدانوا في 23 كانون الثاني في عام 2009 قرار السلطات المصرية بوضع حواجز معدنية داخل الأرض لمنع التهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، واعتبروا يومها-على لسان محمد البزور مسؤول الملف العربي والاسلامي في المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الاسلامي - أن "بناء مصر لجدار فولاذي محاذ لقطاع غزة المحاصر جريمة على كل الأصعدة"، فهل يملكون الآن الشجاعة في إدانة السلوك المشين الذي اقترفته حكومة مرسي ضد قطاع غزة؟. ( العرب اليوم )