ميكانيكية الاستشارات

استشارات نيابية غير ملزمة ، ولا سابق لها ، يجريها رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة بتكليف من جلالة الملك لجس نبض مجلس النواب الجديد تجاه اختيار رئيس الحكومة المقبلة حتى يمكن أن توصف بأنها حكومة برلمانية.

لا يوجد ذكر لمثل هذه الاستشارات في الدستور ، ولا توجد تقاليد أردنية متعارف عليها لإجرائها ، وبالتالي فإن الدكتور الطراونة سوف يضع تقاليد هذه المهمة كمرجعية للمستقبل.

لا يوجد اتفاق بين أعضاء الكتلة الواحدة لأنهم مجموعة أفراد. ومن باب أولـى لا يوجد اتفاق بين الكتل ، فهناك مرشحون عديدون سوف تطرح أسماؤهم ، يتفاوتون في كفاءتهم وقدراتهم على استقطاب ثقة مريحة في المجلس.

إذا طلب من كل كتلة أن تقترح مرشحأً للرئاسة فإن الخلاف سيدب داخل الكتل ، كما أن من الصعوبة بمكان أن يحصل اي مرشح من مرشحي الكتل على ثقة أغلبية الكتل ، لأنها لا تعطي ثقتها لشخص لم ترشحه إذا لم ينجح مرشحها ، وبذلك نحصل على مجموعة من الأسماء كل منها يتمتع بثقة كتلة أو أكثر ، ولكنه لا يتمتع بثقة الأغلبية.

ما نقترحه تحت هذه الظروف الموضوعية هو أن ترشح كل كتلة واحدأً أو أكثر لغاية ثلاثة أسماء ، وفي هذه الحالة سيتجمع لدينا حوالي سبعة إلى عشرة أسماء.

في هذه المرحلة يتم إعداد جدول من 150 نسخة يحدد الأسماء المقترحة ، يوزع على النواب ويطلب من كل نائب أن يؤشر على كل الاسماء التي سوف يعطيها الثقة فيما لو تم تكليفها والأسماء التي سوف يحجب عنها الثقة في حالة تكليفها ، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يكون عدة مرشحين مقبولين لكل نائب ، وعندها يتم إحصاء حصة كل مرشح من الثقة والحجب ويصبح الاختيار سهلاً بين الذين يحصلون على ثقة أكثر من 75 نائباً.

هذه الطريقة تؤمن قياس مزاج المجلس النيابي من جهته ، وتعطي جلالة الملك من جهة أخرى حق الاختيار بين عدة أسماء كل منها يستطيع الحصول على ثقة المجلس بحيث لا يصبح اختيار الرئيس أمراً ميكانيكياً مفروغأً منه ، ولا ننسى أن الدستور يعطي حق تكليف رئيس الوزراء إلى جلالة الملك ، ومن حقه بطبيعة الحال أن يستشير. ( الرأي )