قابلات يستبدلن المواليد!!

تم نشره الأربعاء 20 شباط / فبراير 2013 01:44 صباحاً
قابلات يستبدلن المواليد!!
خيري منصور

غالبا ما يأتي اكتشاف الحقائق او الاعتراف بها بعد الاوان، وكذلك النقد خصوصا في بُعده السياسي، لان كلمة الحق في حضرة سلطان جائر لا تقال ان وإن قيلت فتكون سرا، وعلى طريقة اضعف الايمان التي شملت حياتنا كلها.

بعد هزيمة حزيران عثر مهربو الحقائق على انتصار وهمي، هو بقاء المهزوم على قيد السياسة والحكم، وبهذا التصور تكون اسرائيل بريئة من كل احلام التوسع والاستيطان لانها كانت تريد اسقاط نظم وطنية.

ومن كتبوا عن هزيمة الجيوش السبعة عام 1948 عندما كان القرش الفلسطيني مثقوبا وكذلك الذاكرة القومية صدرت كتب من ابرزها فعالية النكبة، والذي لم يكن بحاجة الى التنقيح في طبعته الثانية بعد عشرين عاما، فما تغير هو اسماء جغرافية لمناطق محتلة جديدة، وفي حرب اكتوبر عام 1973 التي لم تكن من وجهة نظر خبراء استراتيجيين وضالعين في فقه الحروب سوى نصفين، نصف انتصار حتى الدفرسوار، ونصف هزيمة بعدها ولكل طرف ان يختار النصف الذي يروق له ويستطيع تسويقه اعلاميا على الاقل في نطاق الاستهلاك المحلي. لهذا ما ان صدرت رواية مترجمة بعنوان الحقيقة ولدت في المنفى حتى تحول عنوانها الى شيفرا بين مثقفين وناشطين، فلكي تعرف ما يحدث هنا عليك ان تكون هناك والعكس صحيح ايضا، وكانت لعبة اللجوء السياسي المتبادل سوقا سوداء لتهريب الحقائق، فاللاجئ السياسي او المعارض لنظام بلاده عليه ان يسبح بحمد العاصمة او النظام الذي يستضيفه، لانه لو تفوه بكلمة واحدة خارج هذا التسبيح يجد نفسه عالقا على الحدود.. وقد اضافت هذه اللعبة الى معجم اللاجئين والنازحين مصطلح العالقين الذين لا هم هنا ولا هم هناك وعليهم ان يقيموا في منطقة اللمبو التي تحدث عنها دانتي في الكوميديا الالهية.

ومن ادبيات ثقافة التهريب للحقائق وتسويق ما يناقضها ألا يسمح زعيم مستبد في حياته او قبل خريفه كلمة واحدة في نقده، لكن ما ان يغرب نجمه حتى ينهمر النقد من كل صوب، وعليه ان يتلقى في منفاه اوقبره او زنزانته كل ما ادخره محترفو التزوير وبأثر رجعي.

لهذا فالنقد كالحقيقة يأتي ايضا بعد فوات اوانه وبعد ان يفقد فاعليته وجدواه لان المنقود اما ميت او منفي او سجين.

والعارفون بهذه السايكولوجيا قد لا يفاجئهم قلب ظهر المجن لاولياء النعم، لان هذه الظاهرة البشرية ليست طارئة وربما كانت توأم الانسان منذ بواكير التاريخ.

كم حقيقة تولد الان ويتم وأدها على الفور؟

وكم جنين يولد من الارحام فتسارع القابلات المأجورات الى خنقه او استبداله اذا تطلب الامر.

ما يغيب عنا او نتجاهله والمصيبتان اعظم من بعضهما هو ان الاستبداد ليس صناعة ديكتاتور او مستبد فقط، انه صناعة يشارك فيها حتى هؤلاء الذين يتصورون بانهم ضحاياها، فالاستبداد ثقافة وكذلك الفساد ويستمدان شرعية زائفة من التكرار والاستمرار لهذا فان ما يحدث هو استبدال للاسماء وصيغ بلاغية مراوغة لتبرير الارتهان.

واذا كانت الحقائق تولد في المنافي فان ما يولد في الاوطان ومساقط الرؤوس هو مساحيق لغلسها!! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات