صاحب الحق انسان كبير، حتى لو كان ذو شأن صغير
كثيراً ماأرى الضعفاء والفقراء والمساكين من الناس؛ تضيع عليهم حقوقهم من قبل من هم أقوى منهم سلطة ونفوذاً ؛ فإذا ماتعـرّض أحدهم للقهر أو الظلم؛ فإنه ومع كل أسف لايجرؤ أبداً على أن يقوم ويطالب بحقه ، وذلك بسبب خوفه على نفسه وعلى رزقه وعلى عائلته من بطش هؤلاء ، وهذا في الحقيقة أمر أحزني وأقلقني جداً، فضلاً أنه هو الذي دفعني لكتابة هذا المقال.
فأنا انسان وبعد ايماني بالله وحده إيمانا مطلقاً وكبير ، وبعد ايماني بالقضاء والقدر بشكل ليس له نظير ؛ أؤمن تماماً بأن صاحب الحق دائماً انسان كبير ؛ حتى لو كان حجمه أو سنه أو منصبه في الحياة صغير.
وهذ ما يجعلني دائماً ؛ أقوم بنـُصح كل صاحب حق واضح وصريح ألا يسمح أن يكون مصيره مثل هذا المصير ، وألاً يسمح لأحد أن يستخـفّ به و يتطاول عليه بالإزدراء والتحقير ؛ وألا يترك حقه يضيع منه وكأنه أمر هيـّن ويسير ، حتى لا يصبح وضعه بالتـّالي صعباً وخطير.
لأنه مهما كان هذا الإنسان ذو شأن صغير ، وحتى لو كان انساناً معدماً و فقير ؛ فعليه ألا يخف أبداً من وزير ولا من سفير ولا من أي شـرّير، وعليه ألاّ يخشى سوى الله وحده القادر القدير.
وهذا مايدفعني دوماً أيضاً ؛ الى أن أنصح كل انسان فقير ؛ ألاّ يخشى أحداً من الحيتان والهوامير المساعير ؛ حتى لو كان جسمه نحيفاً أو قصير ؛ و لم يكن يتمتـّع بقامة طويلة مثل قامة سمير أو بشير، أو أي أحد من المشاهير.
لأن الذين يأكلون بالباطل حقوق الناس المستضعفين ؛ هم في نظري أقل شأناً وأقل منزلة من كل الحشرات ومن جميع الحمير ، لكوني أعلم وأدرك أن عقول هؤلاء الظالمين هي أصغر بكثير من عقول الجرذان والخنافس والصـّراصير.
كما أنه لايفوتني وقبل أن أختم هذا البيان والتقرير ، أن أؤكد لجميع الأخوة الذين يتعرضون للظلم والتهميش والتقصير.
إنه لو كان أمر هؤلاء الظالمين بيدي ؛ لكنت والله العظيم؛ وبدون أن أحلف يمين ؛ قد أمسكتهم بيدي وأجلستهم على الحصير ، ولجعلت كل واحد منهم عندي أسير ، و لكنت قد قمت لاحقاً بحلق شواربهم وحفّ لحاهم بالسواطير ، وبعدها أقوم بسلـخ جلدهم عن عظمهم ، وأوجعهم ضرباً بالأحذية والشباشب والبساطير.
ثم أطلب أن يتم ربط أيديهم وأرجلهم من خلاف بالجنازير، وأجعلهم يمشون حفاة على الدبابيس والمسامير ، بعد أن أكون قد منعت عنهم طبعاً أكل السـّاندوش و شرب الكولا والبيبسي والعصير.
مع أني أعلم أن أمثال هؤلاء المجرمين وعلى أقل تقدير ؛ يجب أن تـُعـلـّق مشانقهم في الأثير أمام جمع غفير.
حتى أريهم الحق المنير ، وأعلمهم كم هو الواحد فيهم في نظري وضيـع وحقير،( واللـّي بدّو يصير خلـّيه يصير ) مادمت أنام على مخـدّتي وأنا صافي الذهن من كل تفكير، وما دمت أغمض جفون عيوني ؛ وأنا هادىء البال؛ ومرتاح الضـّمير.
داعياً الله من ورا هذا التقرير أن تعم به الفائدة على الأخوة القرّاء ، وأن نحصل جميعاً من خلاله على خير واسع كثير ،
وثواب جزيل وفير ، وأجرعظيم كبير ؛ بمشيئة الله السـّميع العليم ، وبفضل الله العلي القدير.
طالب جامعي ـ اولى هندسة