لماذا يشن البعض حربا على العمل النقابي !!!
كلما أعطي صاحب الحق حقه كلما كان أكثر غطاءا واجتهادا وقدرة على الإبداع والخلق .فالعمل النقابي كما يعلم الجميع والذي سبقتنا إليه اعرق الديمقراطيات بالعالم لشعوبها ومنها بريطانيا في العام 1871 وكذلك رأس الاشتراكية في العالم وهو الإتحاد السوفيتي سابقا فإذا هو عمل تنظيمي بالدرجة الأولى وليس تخريبيا كما يتصور البعض ومن منا يكره التنظيم ؟ فالنقابات المهنية او العمالية هي عبارة عن تجمعات يطلق عليها أحيانا اسم رابطة او جمعية او اتحاد ومن حسن الطالع إننا قد تعلمنا في طفولتنا ان في الاتحاد قوة !!! . فلماذا نعلم في الصغر ما نحاربه في الكبر وبطرق تأخذ طابع المكر والخداع . ؟ فهذه الجمعيات او الأنحادات او الروابط تسمى اليوم بالنقابات , مهنية منها , وعمالية .
ولأن الحديث هنا عن النقابات العمالية تحديدا والتي تقوم على قاعدة الدفاع عن حقوق ومكتسبات أعضاءها ورعاية مصالحهم من أبناء الطبقات الكادحة من العمال وحمايتهم من تغول بعضا من أرباب العمل سواء في قطاعي العمل ,العام منه والخاص ففي حالة العمل الخاص دائما ما ينظر صاحب العمل الى مردود ودخل اكبر ومزيد من المكاسب ولو كان ذلك على حساب هؤلاء العمال ولقمة عيشهم ورفاه أطفالهم .اما في الحالة الثانية وهم ارباب العمل من القطاع العام القطاع الحكومي فرب العمل هنا دائما ما يسعى أيضا الى مزيد من التوفير الغير حقيقي للظهور بمظهر من بإدارته يحقق المعجزات وفي الحقيقة ان ذلك غير واقعي وغير صحيح لأن ما يتم توفيره هو على حساب حقوق العاملين وإبداعاتهم وبالتالي ينعكس على نوعية إنتاجهم كما انه لا يخفى على احد ان تلك الأرباح الوهمية ما هي إلا على حساب رأس المال الثابت والذي يتمثل بالنشاطات الاقتصادية من ارض، وبناء، ومنشآت، والآت، والتجهيزات الضرورية، والطاقة المحركة.او رأس المال المتحرك من مواد وسلع تدخل في العملية الإنتاجية وبالتالي فكل تلك الأرباح تتراكم على حساب كل تلك العوامل الأساسية في الإنتاج وإدامة المؤسسة وبالتالي تطورها وتقدمها وقدرتها على المنافسة وزيادة إنتاجها الحقيقي بعد ان تتغذى كل قواعد العملية بما يلزمها من تلك الأرباح .وليس بأرباح على حساب كل هذا
فالعمل النقابي اذا هو باكورة التصحيح وأساس تحقيق العدالة وهو أيضا المحرك الحقيقي للتطور والتقدم وزيادة الإنتاج وليس كما يتوهم البعض من ان العمل النقابي هو خطيئة او فعل غير محمود وبالتالي فيتم إعلان الحرب عليه وعلى القائمين عليه كي لا تتم ولادته بطريقة شرعية وسلميه تماما كا الذين حاربوا يوما العمل الحزبي والأحزاب وها نحن اليوم ندفع الثمن غاليا لتلك المواقف التي كانت تبنى على مصالح شخصية لا تخلوا من الأنانية وحب الذات ولو على حساب الوطن وتطوره وتقدمه.