موظفو الدولة الاردنية الشرفاء..... مظلومون!

تم نشره الخميس 28 شباط / فبراير 2013 11:33 مساءً
موظفو الدولة الاردنية الشرفاء..... مظلومون!
ظاهر أحمد عمرو

عندما أنظر الى موظفي الدولة بعمق و تفصيل، أرى أن ربع الشعب الاردني العامل هم موظفون في مؤسسات الدولة المختلفة, و هؤلاء يعيلون أكثر من مليون و نصف المليون من المواطنين،وعليه فإن هيبة الدولة ،و قوتها و مناعتها ،هي من الرؤية العامة لهؤلاء الموظفين، إن كانوا عسكريين يعملون في مختلف القطاعات العسكرية مثل الجيش، أو الأمن العام،أو الدفاع المدني ..... الخ .

وينطبق الحال على الموظفين المدنيين في كل القطاعات المدنية،سواء كانت تعليمية، أو صحية أو زراعية أو خدمية أو قضائية ... وغير ذلك .

هذه النظرة إما نظرة احترام و تقدير، مرتبطة بتسهيل أمور المواطنين، و المغتربين و المستثمرين و المقيمين و السائحين ..... وما إلى ذلك من طالبي خدمات ،أو نظرة خوف و تعقيد و إستعلاء و إستكبار، وبالتالي فإن الأمور لن تمر إلا بالواسطة أو الرشوة ،وهنا ندخل في باب الحرام.

أعتقد أن موظفي الدولة الاردنية ،كانوا نموذجاً يحتذى به في العالم العربي بشكل عام ،و بإحترام و تقدير داخلي على حد سواء , و لكن منذ وقت قريب، بدأت بعض الصور الجميلة تهتز ،مع ان المشهد لم يرتق إلى مستوى الظاهرة ،و إنما شيء من هنا ،و شيء من هناك، و ما شوه هذه الصورة أمران هما :

الاول : أن طبقة ضئيلة العدد من كبار الموظفين ،و الذين ارتبط اسمهم بالتجاوز على حدود صلاحياتهم ،و الدخول في زمرة و دائرة الفساد , لشعورهم و تصرفهم الذي يوحي بأنهم فوق القانون و المحاسبة و المراقبة .و يجب محاربة هذه الطبقة و العمل على استئصالها نهائيا من المجتمع الاردني .

ثانياً : الدخل الضئيل مقارنة بمستلزمات العيش الكريم لأغلب الموظفين، فعندما نستعرض متوسط دخل موظفي الدولة بشكل عام , نرى أن 20% فقط من اصحاب الدخل هم قادرون على تلبية احتياجاتهم المعيشية بكل متطلباتها فيما نرى أن 80% ،لا يستطيعون تلبية تلك المتطلبات المعيشية الحالية , فكيف ستكون نفسياتهم و ولاؤهم و إنتماؤهم و إنجازاتهم و الإهتمام بالمواطن ،علما ان الحرة تموت ولا تاكل من ثدييها.

أتحدث هنا عن الأغلبية من الشرفاء و أصحاب المبادىء والاخلاق ،الذين هم بين نارين ,,, نار مال الحرام المغري و المقدم لهم من أصحاب النفوس المريضة ،أو أصحاب الحاجة لتسهيل أعمالهم و بين أخلاقهم و مبادئهم و حاجاتهم .

الحل لإعادة هذه الهيبة الكاملة كما كانت،يكمن في تحسين وضع الموظفين بشكل عام، و للجميع بحيث لا يضطر الموظف تحت ضغط الحاجة ، اللجوء لطريق الكسب الحرام ،الذي نرفضه سواء كانت الرشوة او الإضراب او الإعتصام ..... الخ , و عند تحسين وضعهم،يصبح الموظف مرتاحاً و مطمئناً لدخله،وعندها سيخاف من فقدان وظيفته لأنه سيكون تحت المساءلة و بقوة , مقابل كل ذلك سنرى سلاسة و تسهيلا للإجراءات على المواطنين و المستثمرين و ضيوف البلد , بحيث يصبح الجميع أمام موظف محترم و مطمئن يعمل من أجل خدمتهم .

أما تحسين الوضع فلن يتم بالدين الخارجين أو الداخلي، او بالاستجداء، او بردة فعل و بحل قصير الأمد لفض إعتصام أو اضراب ، و إنما عندما نصبح دولة تعتمد على قدراتها وإمكانياتها الذاتية ،و استنهاض كل الهمم البشرية ،و القوانين العادلة، و استغلال الثروات القومية .

عندها سنصبح دولة منتجة و قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، و على رأسهم موظفي الدولة , و لنا عبرة في العديد من الدول التي كانت أوضاعها أسوأ من اوضاعنا حالياً و لكنهم عملوا و نهضوا، و مثال ذلك تركيا ،كيف كانت و كيف اصبحت ، وماليزيا و اغلب دول شرق اسيا و على رأسها اليابان و الصين و تايلند و كوريا الجنوبية و سنغافورة ...... الخ .

أتمنى من الله ،أن نرى هذا الوطن الجميل أجمل باستغلال مقوماته بشكل صحيح و سليم ،و لن يتم ذلك الا بإرادة سياسية حقيقية لتفعيل القدرات و الكفاءات، و الامكانيات الاقتصادية العديدة التي لدينا ،و أن نتحول إلى دولة القانون ونعمل على تطبيقه بشكل عام و عادل على الجميع ، و ان تصبح السياسة في خدمة الاقتصاد و ليس العكس .

و فق الله هذا الوطن لما فيه الخير للمواطنين ،و لأمته العربية و الاسلامية و للإنسانية جمعاء .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات