الموازنة العامة مناقشات أم مناكفات؟

تم نشره الثلاثاء 05 آذار / مارس 2013 03:33 صباحاً
الموازنة العامة مناقشات أم مناكفات؟
د. فهد الفانك

بعد أن مرت الموازنة العامة لسنة 2013 بقانون مؤقت في غياب مجلس النواب، تعود الآن إلى الصدارة كموضوع للبحث والتقييم.

ما نسمعه ونقرأه هذه الأيام حول الموازنة مناكفات وتسجيل مواقف لا تؤدي إلى أي تحسين في الموازنة التي بدأ تنفيذها قبل أكثر من شهرين.

في المناخ السائد يحلو النقد الجارح كمؤشر على الجرأة والزعامة القيادية، وكل نقد أو تجريح للموازنة أو الحكومة يحسب في رصيد الناقد ويضيف إلى شعبيته الغالية. ولكنا نزعم أن السهام التي وجهت إلى الموازنة لم تقدم أكثر من الشعارات.

يقول رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب: لن نكون (شهود زور) في تمرير الموازنة. وهذه كلمات قاسية لا تنتمي إلى لغة الاقتصاد والمالية العامة، ولا تقول شيئاً عن المطلوب.

أما النقاد المتخصصون الذين يؤمل أن يقدموا ما ينفع في إعداد الموازنة أو تعديلها فهم يكتفون بالشعارات وتكرار الأهداف التي لا خلاف عليها، ولا يقدمون أية بدائل محددة قابلة للتطبيق. بل إن أحدهم نصح النواب بالتعامل مع الموازنة كورقة تفاوض لابتزاز الحكومة في قضايا أخرى.

اقتصادي آخر يطالب بأن تقدم الموازنة مقاربة تنموية تتضمن بعض الأسس التي تعكس المزاج العام. فما هو يا ترى المزاج العام الذي على وزير المالية أن يقرأه ويضمنه في أرقام الموازنة؟ وإذا لم يكن إنفاق رأسمالي يقارب 25ر1 مليار دينار على المشاريع الجديدة وتطوير البنية التحتية كافياً ما هو المطلوب؟ وإذا كانت المخصصات الرأسمالية في موازنة 2013 تقارب ضعف ما تم إنفاقه في 2012 فكيف يقال أنها تكرار لما سبق في المجال الإنمائي.

نأتي بعد ذلك إلى المطالبة بخطة (واضحة) للتعامل مع التحديات التي تواجه الاقتصاد الأردني، وكنا نتمنى لو أن الناقد أعطانا لمحات عن هذه الخطة (الواضحة) التي تعالج التحديات وتحل المشاكل، غير برنامج التصحيح الاقتصادي المعتمد.

ومرة أخرى سوف نسمع عن النمو الذي تحقق ولكنه لم ينعكس على مستوى المعيشة، وأن الفقراء زادوا فقراً إلى آخره.

أما الإشارات التي تعطينا إياها موازنة 2013 وتختلف عن السائد. فهذا بعضها: زيادة الإنفاق الرأسمالي من 705 ملايين إلى 1245 مليون دينار. ارتفاع معامل الاكتفاء الذاتي من 75% في 2012 إلى 2ر85% في 2013. تأخذ الموازنة بالاعتبار خطة إصلاح اقتصادي لمدة أربع سنوات وما يتطلبه البرنامج من إجراءات. واخيراً فإن النفقات الجارية لن تزيد عما تحقق في السنة الماضية بل ستكون أقل حتى بالأرقام المطلقة. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات