هل يستطيع أوباما الضغط على إسرائيل ؟

أفادت أنباء صحفية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل تقديم جدول زمني مفصل لانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية خلال زيارته المقررة في العشرين من الشهر الحالي للمنطقة .
وقالت مصادر صحفية إسرائيلية إن خطة الانسحاب الاسرائيلية قد تكون جزءا من مبادرة أميركية لاقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية العام المقبل .
وأشارت هذه الأنباء إلى أن زيارة نتنياهو للمنطقة لن تكون زيارة مجاملة وإنما تهدف إلى مناقشة الملف الايراني وإقامة دولة فلسطينية وهذا يعني أن الرئيس أوباما سيتحرك بنفسه إذا لم تقدم إسرائيل شيئا يساعد على الحل .
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الأنباء هو: هل سيكون الرئيس أوباما في ولايته الثانية أقوى وأقدر على التعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ؟ . وهل سينجح فيما أخفق به في ولايته الأولى ؟.
عند تسلم الرئيس الأميركي سلطاته الدستورية في بداية ولايته الأولى كان أول قرار اتخذه هو تعيين ممثل له إلى الشرق الأوسط هو الدبلوماسي الأميركي المخضرم جورج ميشل كما ألقى خطابا أثناء زيارته لمصر من جامعة القاهرة أكد فيه على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة مجاورة لاسرائيل قابلة للحياة وأن المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية هي مستوطنات غير شرعية وقام ممثله إلى المنطقة جورج ميشل بعدة زيارات لاسرائيل وللسلطة الفلسطينية لكن بنيامين نتنياهو بقي مصرا على موقفه وتعنته وظل يراوغ ويراوغ ويقيم المستوطنات الواحدة تلو الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة مما حدا بالفلسطينيين إلى وقف المفاوضات ووضع شرط لاستئنافها هو وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والأهم من ذلك أن اللوبي الصهيوني بدأ بالضغط على الرئيس الأميركي مما جعله يتراجع عن حماسه ولم يستطع التقدم خطوة واحدة أمام التعنت الاسرائيلي وتحت ضغط اللوبي الصهيوني الأميركي .
المحللون السياسيون يعتقدون أن الوضع الآن تغير بعد أن باشر الرئيس باراك أوباما ولايته الثانية فهو لن يترشح للانتخابات الرئاسية لمرة ثالثة لأن القانون لا يسمح له بذلك لذلك فهو ليس بحاجة إلى أصوات اليهود وسيكون في هذه المرة أقدر على الضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي وقد لا يحسب حسابا كما في السابق لضغط اللوبي الصهيوني الأميركي .
المحللون السياسيون نفسهم يعتقدون أيضا بأن الأحزاب التي ستحكم إسرائيل بالمشاركة مع حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة هي أحزاب دينية متطرفة وهذه الأحزاب لن تقبل أي تنازل عن المستوطنات التي أقيمت في الضفة الغربية ولن تتنازل عن القدس كعاصمة أبدية لاسرائيل وفي حال قدم نتنياهو أي تنازلات للفلسطينيين تحت ضغط الرئيس أوباما فستفسخ الشراكة معه وتستقيل من الحكومة الاسرائيلية .
المشكلة في القضية الفلسطينية أن الحكومة الاسرائيلية التي ستشكل بزعامة حزب الليكود تعتبر أن هناك أساسيات بالنسبة لها لا يمكن التخلي عنها في موضوع الانسحاب من القدس والضفة الغربية المحتلة وهذه الأساسيات جزء من عقيدتها الدينية فهي تعتقد إعتقادا جازما أن هيكل سليمان المزعوم يقع تحت المسجد الأقصى المبارك وأنه لا بد من إعادة بناء هذا الهيكل لذلك فهي تخطط لهدم هذا المسجد الذي يعتبر مسجدا مقدسا عند المسلمين لأنه بالنسبة لهم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين كما أن إسرائيل تعتبر مدينة القدس الموحدة عاصمة أبدية لاسرائيل .
على كل حال فزيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما لاسرائيل وللمنطقة بقي عليها حوالي اثنا عشر يوما وستظهر نتائج هذه الزيارة قريبا وقد أذاعت القناة التلفزيونية الاسرائيلية السابعة خبرا مفاده أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي سيقوم بمبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين وذلك عن طريق إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وتخفيف الضغط الاقتصادي عن السلطة الفلسطينية فهل هذه مناورة إسرائيلية جديدة وهل يمكن أن يكون شخص مثل نتنياهو حسن النية تجاه الفلسطينيين وهو يقوم كل يوم بتشجيع بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير الفلسطينيين من منازلهم ؟ .
" الدستور الأردني "