نحن الذين حَلَبْنا "الدبّور"

من الواضح أن جهداً علمياً كبيراً بذله خبير النحل الأردني الدكتور نزار حداد لكي يثبت مقدرة الدبور على توليد الطاقة الكهربائية ذاتياً من خلال تحويله لأشعة الشمس الى كهرباء التي يمتصها من خلال أجزاء معينة من جسمه.
الكلام جدي، فبعد أن نشر الدكتور نزار بحثه في مجلة علمية دولية، قدم الى الأردن باحثون مختصون من الدنمارك، وقد تمكن فريق أردني من تجميع حوالي 200 دبور بعد أن ارتدى كل عضو فيه ثلاثة أطقم سميكة لمقاومة اللسعات، ثم جرى تشريح تلك الدبابير، وأرسلت العينات المطلوبة الى الدنمارك ليتم التأكد، وذلك في سياق بحوث تتعلق بمصادر الطاقة البديلة.
وقد يتساءل بعضكم: ألا توجد دبابير أوروبية حتى يحضر باحثون خصيصاً لفحص دبابيرنا؟ والجواب متوفر وهو يتعلق بنوع الدبابير، حيث إن الدبور الافرنجي لا يزيد طوله على 2سم بينما يصل طول دبورنا الأحمر، أو الدبور الشرقي، كما يعرف علمياً ما بين 6-7سم.
طوال عمري وأنا أحترم الدبور رغم خشيتي منه، ولم أنظر اليه يوماً كحشرة إطلاقاً، وقد كنت أفضله على النحلة، فالأخيرة رغم مقدرتها على اللسع إلا أنها ذات نعومة زائدة وتفتقر الى الشخصية المستقلة، فهي حتى عندما تلسع أحداً فإنها تنتحر في الوقت ذاته، بل إن لسعها يعتبر عند كثيرين علاجاً لبعض الأمراض. أما لسعة الدبور فحدث بلا حرج ولكن حدث بوَرَم.
لا أريد الادعاء بأني كنت أستشرف المستقبل، فحديث الدبابير المذكور أعلاه كان مفاجئاً، ولكني أود منذ الآن التنبيه الى أن الدبور العربي مستهدف، والكلام عن أن الغرب بتدخله في المنطقة يكون قد دخل "عش دبابير"، لم يعد يحمل الدلالات التقليدية ذاتها، والحروب القادمة ستكون حروب دبابير.
أيها الأردنيون؛ بلدنا غني بالدبابير، طاقة المستقبل، وبدلاً من أن نلعن الظلام، لنلتقط دبوراً. ( العرب اليوم )