فاخر دعاس يكتب : جميل "جداً" النمري ... واليسار "النيولوك"
المدينة نيوز - خاص- كتب د. فاخر دعاس -: في مقابلة له من وجه الصبح في برنامج "طلة صبح" على إحدى الاذاعات المحلية تحدث سعادة النائب جميل النمري حول المشاورات التي عقدها رئيس الوزراء مع كتلته "التجمع الديمقراطي" في إطار مشاورات رئيس الوزراء المكلف مع الكتل البرلمانية وفق توجيهات جلالة الملك وتكريساً للإصلاح الحقيقي والثوري الذي طالب به الشعب منذ انطلاقة الحراك.
في هذه المقابلة الطويلة (19 دقيقة) تحدث سعادة النائب اليساري حول ما دار في هذا اللقاء، ولكن ما استوقفني هو رده على سؤال المذيع حول ما رشح عن عزم النسور إبقاء ناصر جودة وجعفر حسان في مناصبهم الوزارية، حيث جاء رد "رفيقنا" اليساري بأن بقاء ناصر جودة في وزارة الخارجية لا يعنيه بحكم أن هذه الوزارة "مش مهمة بالنسبة إلنا، لأنه احنا غايتنا الإصلاح الداخلي". أما فيما يتعلق بجعفر حسان فوزير التخطيط مش صانع سياسات هو مبرمج خطط تطبخ جماعياً في الحكومة. مضيفاً "للأمانة جعفر حسان شخصية مختلفة تماماً عن باسم عوض الله وهو مش من جماعته".
في الأردن –وضمن موجة الموضات السارية- بدأ يتشكل يسار بمواصفات ومقاييس الإصلاح الرسمي، يسار بطعم "الزمزم" .. يسار يمكن تسميته ب"اليسار النيولوك".
اليسار "النيولوك" هو اليسار الذي يعتبر وزارة الخارجية "ما بتعنيني" لأنه يهتم بالشأن الإقتصادي –على أساس أن الأردن ينفذ إملاءات صندوق الزكاة وليس صندوق النفد الدولي-، وأن أمريكا والسعودية تقدم المعونات لدعم الأردن في سعيه لتحقيق كومونة باريس.
اليسار "النيولوك" يميز تماماً ما بين "التخطيط" والبرمجة"، فجعفر حسان مبرمج –يعني دارس IT)) في جامعة الزيتونة- وبالتالي يختلف تماماً عن "المخطط" باسم عوض الله (الذي خطط مستقبله)، وبصدق هنالك مبدأ يساري يقول "المرء على دين خليله"، وجعفر وباسم –على ذمة جميل النمري- مش اصحاب.
بصراحة نحن كيساريين "نيولوك" منشغلون في هذه المرحلة بالصحة والتعليم كما كان قد صرّح جلالة سيدنا (أنا يساري في الصحة والتعليم والمرأة)، أما قصص الخارجية والتخطيط والتعديلات الدستورية وقانون انتخاب فقد انقسمنا بشأنها ما بين من يرى أنها "أمور لا تعنينا" و آخر يرى فيها خطوة نحو قوننة الدسترة المتعلقة بفكفكة الارتباط.
في الختام، أتوجه بالشكر الجزيل لليسار "النيولوك" على مواقفه –اللي ما سمعنا عنها- من خصخصة مستشفى حمزة ورفع رسوم الكليات الطبية ... وآخر دعوانا أن الحمد لله