ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال
سيدي سمو الامير حفظك الله ورعاك
في ذكرى ميلاد سموكم، يمر في خاطري وكل المحبين والمخلصين اردنيين وغير اردنيين، شريط وثائقي يحكي قصة كل السنين التي مضت، منذ ولادتكم حتى الان، فهي قصة تاريخ الاردن بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام، فلم تكن علاقة سموكم عادية كاي انسان آخر، يعمل ويأكل ويشرب وينام، بل كانت علاقة حياة مع ارض الاردن واهله، وكل من يقيم تحت سمائه، وعلاقة حياة مع الوطن العربي فكريا وثقافياً وسياسياً ... لهذا يا سيدي ارى نفسي حائراً، من اين ابدأ في استعراض هذا الشريط ... وتتزاحم الخواطر ... ماذا اقول ... وماذا اقدم ... وماذا أؤخر ... وبماذا اجهر ... واكثر ما يكون كل ذلك عصياً على من كان لهم شرف العمل بمعيتكم لعقود طويلة وهم كثر... وانا واحد منهم ... وانا في تلك الحيرة من خواطري، اجد نفسي مستجيباً لمشاعري نحوكم، فاسرع الى قلمي لاسطر بعضاً منها، مع كل اطلالة لهذه المناسبة العزيزة على قلب اسرتكم الكريمة، وقد تكون عزيزة على قلب من كان له شرف العمل الى جانبكم وانتم تصلون الليل بالنهار، تعملون دون كلل او ملل، تجوبون الاردن من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، في المدن والقرى والبادية، تقفون على حال الاهل مدنيين وعسكريين، وتتعرفون عليهم بالاسم والمكان، كل ذلك لخدمة الاردن ملكاً وشعباً في جميع المجالات، ولا استثني مجالاً منها، وكذلك تعملون لخدمة قضايا امتنا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرها قضية القدس ومقدساتها، وهي محور الصراع الاسرائيلي العربي، فالقدس بأبعادها الدينية والوطنية والعربية والاسلامية والانسانية سكنت منكم الفؤاد، واستحوذت عليكم العقل والوجدان، وظلت تعيش ولا تزال معكم تشاطركم يومكم صباح مساء، الامر الذي وجد ترجمته العملية في شعاركم المحوري "القدس في الضمير" لتبقى القدس العنوان الذي يحرك فينا معشر العرب والمسلمين خاصة، ولدى مفكري الامة ومخططيها الاستراتيجيين العقل والضمير والوجدان عامة.
سيدي سمو الأمير ...
انني وكثيرون غيري باستذكارنا لهذه المناسبة العزيزة علينا، والمحببة الى قلوبنا، لا نقدم على ذلك من باب التبجح بحبنا واخلاصنا لكم، وقربنا الوجداني منكم، بل لاننا نرى في كل ذلك تعبيراً صادقاً عن حبنا وولاءنا واخلاصنا ووفاءنا للاردن واهله، ولقيادته الهاشمية وتاريخهما السياسي، الحافل بكثير من صفحات المجد والبناء والتضحية والدفاع عن حمى الاردن وفلسطين وطناً وقيماً، وعن ثغر من ثغور وطننا العربي الكبير وامتنا الاسلامية ... ولاننا على يقين تام بأن ذلك يتفق تماماً ما عملتم من اجله وسعيتم على بلوغه، على مدى العقود التي خدمتم بها الاردن والوطن العربي والامة الاسلامية، من خلال ما اوكل اليكم من مهام جنباً الى جنب مع جلالة اخيكم المغفور له باذن الله تعالى الحسين بن طلال رحمه الله، وحرصكم على الاستمرار في خدمة الاردن والامة، في كل ما يوكل اليكم من مهام وطنية وانسانية استجابة لما يطلبه اليكم ابن اخيكم جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.
سيدي سمو الامير ...
اجل لا يسعنا الا ان نستذكر شريط الاحداث التي مر بها وطننا الاردن الحبيب، ومحيطه العربي والاسلامي، مع كل عام تودعون واخر تستقبلون، اقول ... نستذكر من باب المحبة والتقدير والشكر والعرفان، على ما تعلمناه منكم من دروس في الانتماء للوطن، والولاء للاسرة الهاشمية، ووصل النهار بالليل خدمة للوطن والامة وانتهاج السلوك القويم والتواضع بدون حدود، مع كل من قصد مكتبكم او التقاكم يطلب حاجة، او يعرض امراً، على اختلاف مناصبهم ومراكزهم ومواقعهم الرسمية وغيرها، كل حسب وضعه ... فقد كنا جنوداً مخلصين، تربينا على حب العمل والسهر على مصالح المواطنين، على امتداد ربوع الاردن الغالي، كل ذلك تعلمناه منكم، فقد كنتم قدوتنا بالعمل لساعات طوال وفي كثير من الاحيان الى جوف الليل دون ان نكل او نمل، او يتسرب الوهن الى النفوس او تغفو العقول او تكل الارادة.
سيدي سمو الامير،،،
يقيناً انني لن اكون قادراً على التوقف عند كل الدوافع التي تملي علينا الوقوف عند ذكرى ميلادكم من كل عام، ولكنني اعتقد جازماً بانها ذات طبيعة يلتحم بها الوطني والقومي والاسلامي والانساني، فانتم سمو الامير لم تعودوا علماً اردنياً فحسب، بل رمزا عربيا واسلاميا وانسانيا عالميا، يصعب معه عدم التوقف عند ذكر ميلادكم السنوي، وانني اتقدم من سموكم ومن اسرتكم الكريمة باحر التهاني، مجدداً لكم العهد بأن نبقى جنداً أوفياء للاردن ولقضاياه في ظل قيادتنا الهاشمية الرائدة معرباً لكم عن اسمى آيات المحبة والتقدير سائلين الله العلي القدير ان يسكن نفوسكم راحة الفكر وهدوء البال وان يديم عليكم موفور الصحة والعافية.
وكل عام وانتم بخير