زيارة مُستفزِّة

تم نشره الأحد 24 آذار / مارس 2013 03:40 صباحاً
زيارة مُستفزِّة
اسامة الرنتيسي

بكل المعايير، وبعيدا عن العرف البروتوكولي، فإن الوصف المناسب لزيارة الرئيس الأميركي للأردن وفلسطين وإسرائيل مُستفزِّة، وفيها استهانة بحقوقنا، وبترتيبنا على الأجندة الانسانية لباراك أوباما.

في إسرائيل، وأمام أكثر الحكومات تطرفا وأشدها خطورة، كان أوباما حملا وديعا، مدافعا عن الدولة العبرية أكثر من أبنائها، وتماهى مع نتنياهو ليس فقط في تهميش القضية الفلسطينية، بل بازدراء حقوق شعبها، وكان همه الدولة اليهودية المنتظرة.

ليس هذا فحسب، بل لم يفكر أوباما بفتح أي أفق لوقف استعمار الاستيطان والاحتلال للقدس والضفة الفلسطينية، وحتى عندما تذكر الحديث عن حل الدولتين، تطرق له على طريقة الخجل من فعلة سوداء اقترفها.

لم يفكر أوباما صاحب الابتسامة غير المفهومة، خبثا كانت أم طيبة، أن يسجل في تاريخه السياسي أنه انتصر لحق الشعب الفلسطيني، حتى لم يفكر في الانتصار لأسرى هذا الشعب، وفي المقدمة الآن سامر العيساوي الذي دخل إضرابه عن الطعام يومه 248.

لأننا شعب طيب ومتسامح، كان من الممكن أن نتغاضى عن مثالب كثيرة للرئيس الاميركي خلال الزيارة، لو مارس ضغطا على حكومة التطرف في إسرائيل لإطلاق سراح العيساوي الذي يسجل تاريخا جديدا في مقاومة الشعوب، والتي على ما يبدو لا يعرف عنها الرئيس أوباما شيئا، مع أننا كعرب ومسلمين، أكلنا "خازوقا مبشما" في التبشير بأوباما في دورته الأولى، من وراء لون بشرته وديانة والده السابقة، واستمر الخازوق للأسف في الدورة الثانية.

جاء أوباما إلى المنطقة، لا يحمل في جعبته حلاً للقضية الفلسطينية، ولم يحمل مبادرة سياسية لاستئناف المفاوضات، بل يريد استئنافاً بلا شروط مسبقة أي بما ينسجم مع الدعوة الإسرائيلية لمفاوضات في ظل الاستيطان.

وانزلق مع أهداف الحكومة الأكثر تطرفا باعتبار الملف الإيراني هو الهم الرئيسي على جدول أعمال الإسرائيليين، واستتباعاً الملف السوري. أما الملف الفلسطيني، فيبدو أن أوباما لم يعد يضعه في سلم أولوياته.

زيارة أوباما وضعت الفلسطينيين أمام الواقع الحقيقي، حتى يشفى من يراهن على الترياق الأميركي، ومن يراهن على الحالة الإقليمية العربية، حتى الذين يراهنون على مصر باعتبارها دولة الإخوان، أو على تطور ما في سورية، ان يشفى من هذا الوهم.

في عمان، كان أوباما محاضرا أكثر منه سياسيا، ورغم إجاباته الطويلة والمملة في المؤتمر الصحافي إلا أنه لم يقدم شيئا، وتهرب من دفع استحقاقات سياسية في الموضوع الفلسطيني، وركز حديثه على سورية ومستقبلها، وكان داعية أكثر منه سياسيا، متخوفا من مستقبل التطرف المنتظر.

باختصار شديد، فإن زيارة أوباما كشفت عمق انحياز الإدارة الأميركية لإسرائيل على حساب الحقوق الوطنية، الفلسطينية والعربية. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات