2.4 مليار دولار كلفة اللاجئين السوريين سنوياً

تم نشره الخميس 28 آذار / مارس 2013 02:12 صباحاً
2.4 مليار دولار كلفة اللاجئين السوريين سنوياً
د. فهد الفانك

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن مجموع الاستهلاك الخاص والعام في الأردن في العام الماضي كان يتراوح حول 22 مليار دينار ، أي أن حصة الفرد تبلغ في المتوسط 3400 دينار ، أو 4800 دولار سنوياً.

وبافتراض أن استهلاك اللاجئ السوري يساوي استهلاك المواطن الأردني ، مع أنه أكثر حاجة لإجراءات تأسيسية في مجال الإسكان والتأثيث ، فإن كلفة نصف مليون لاجئ سوري ستبلغ 7ر1 مليار دينار (4ر2 مليار دولار سنوياً).

التبرعات العربية والاجنبية الواردة والمنتظرة لتمكين الأردن من استيعاب اللاجئين السوريين لن تزيد عن سدس الكلفة المنتظرة ، وعلى الأردنيين أن يتحملوا الباقي أي 261 دينارا (370 دولارا) للفرد ، أو 1305 دنانير (1800 دولار) لكل عائلة أردنية تدفع كضريبة إضافية أو تضاف للمديونية أو تخفض من مستوى المعيشة.

المشكلة لا تكمن فيما إذا كنا راضين أو غير راضين عن تقديم هذه الخدمة لاسـباب سياسية أو قومية أو إنسانية ، المشكلة تكمن موضوعياً في عدم القدرة على ذلك ، وبالتالي حدوث تقصير لا بد منه يتحمل الاردن من أجله انتقادات ظالمة.

نوعية القادمين تثير الاسى ، وإذا كان اللاجئون السوريون إلى الأردن يمثلون عينة عن أحوال الشعب السوري الشقيق ، فنحن إزاء كارثة إنسانية جماعية ، فهناك شعب كامل يلفه الفقر والمرض والتخلف بشكل غير مقبول حتى في أدغال أفريقيا ، ويبدو كأن السكان في أرياف جنوب سوريا ما زالوا يعيشون خارج التاريخ كما تركهم الحكم العثماني.

هذه الحسابات بنيت على أساس سنة واحدة ، ولكن يبدو واضحاً أن أزمة سوريا لها بداية معروفة ونهاية غير محددة طالما أن كل من طرفي الصراع يتلقى دعمأً خارجياً يضمن له البقاء والاستمرار إلى ما لا نهاية.

وحتى لو حدثت معجزة ، وتحسنت الأوضاع في سوريا ، فإن من المشكوك فيه أن يعود كل اللاجئين السوريين إلى بلادهم ، فما الذي ينتظرهم هناك؟.

الوقت ملائم بل متأخر لوضع حد للمأساة ، وما نقوم به لا يخدم الأردن ولا يخدم سوريا ولن نجد له من الشاكرين ، علمأً بأننا لا نستطيع القيام بالكثير لأن الكلفة المالية والمائية فوق طاقتنا.

وإذا كان المسؤولون يعتقدون أننا نستطيع مواجهة هذا العبء عن طريق 200 مليون دولار من أميركا ومثلها من الخليج ، فهم واهمون ، وقد قدمنا لهم حساباً واقعياً كي لا نظل أسرى الشعارات والعواطف الزائفة. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات