لا يمكن العبث بمصير الوطن لتسجيل انتصارات سياسيه !
الأردن استقبل على مدى سنوات طويله موجات متعاقبة من اللاجئين فاق عددهم مليوني لاجئ من فلسطينيين وعراقيين وأخيرا وليس آخرا يستقبل اليوم حوالي نصف مليون لاجيء سوري والعدد مرشح لأن يتضاعف خلال الفترة القادمه .
لم يغلق الاردن أبوابه في يوم من الأيام في وجه أشقاءه الفارين من نيران العنف والقتل والاغتصاب والباحثين عن الملاذ الآمن ، بل كان كريما للغايه بمنح الجنسية لأشقائه العرب وهو مالم تفعله دولة عربيه أخرى وقاسمهم لقمة العيش وشربة الماء ، وكل شيء .
مضت السنون ، واللاجئ ينتظر بلهفة العودة الى وطنه الام ، رحلت أجيال وولدت أجيال جديده ومعها يخبو حنين العودة الى الوطن ، وتكشّفت أوراق المستور ، فإذا بالأنظمة العربية ومعها رموز فلسطينيه وعربيه تآمرت على القضية وأصبح موضوع الهوية من الماضي ، وتعالت الاصوات المطالبة بالحقوق المدنية وحقوق المواطنة في وطن كان له هويه ، اذن الموضوع كان بيعا لقضيه وبأيدي عربيه ، تجنيس بالملايين حتى أصبح اصحاب الارض أقليّه ، وللأسف يكون رد الجميل اتهام الاردنيين بالعنصريه !
وها نحن نشهد الآن لحنا جديدا باسم إغاثة اللاجئين ، يعزف على أوتار الاخوة والعروبة وباسم الاسلام والجهاد يشرد شعب ويدمّر وطن لخدمة مشروع تدمير بلدان عربيه ، استضافة اللاجئين السورين معضلة كبيره ، وهي اكبر من قدرة الاردن على استيعابها ، فاللاجئون السوريون أصبحوا يشكلون عبئا اقتصاديا واجتماعيا هائلا على الاردن وشعبه ، فالموارد شحيحه وفرص العمل قليله ، والأردنيون يدفعون الثمن وعلى حساب امنهم وقوت عيالهم ، ومع ظلم حكوماتهم تجتمع المآسي،، السيناريو المرعب ساهم به أبناء العروبة والإسلام وبتحالف مع الشيطان ، القضية أصبحت أكبر من قضية لاجئين ، فالذي يحدث في سوريا في حقيقة الأمر حرب اقليمية وبالوكالة بين السعودية وقطر من جهة وايران من جهة أخرى، وحرب دولية بدأت ملامحها تظهر بقوة بعد زيارة أوباما الاخيره للمنطقه ، حرب بين الولايات المتحدة من ناحية وروسيا من ناحية اخرى .
عندما تصبح ورقة اللاجئين السورين ورقة بيد الدول الكبرى تستخدمها لتمرير مخططاتها القادمه وتدفع الشعوب ثمنها بلا استثناء ، يصبح الحديث عن ضرورة طرحها على الطاولة أمرا ملحا ، لإيجاد مخرج آمن للجميع ، فالدول العربية المجاوره ذات الامكانات الكبيره قادرة على الاستضافة والاستقبال ، فهم يطرّزون شعار الاسلام على واجهات أعلامهم الوطنية ، فالوضع ينبئ بالانفجار ولن يسلم منه الجيران ! هدفهم جرّ الاردن الى قلب المعركه ، فالمطلوب من الاردن تنفيذ طلبات معسكر الولايات المتحدة الامريكيه- قطر –السعوديه والتي لاتخفى على أحد.
قضية اللاجئين السورين تم طرحها في مجلس النواب مؤخرا لم يقدّم دولة النسور حلا ناجعا ولا اقتراحا شافيا لحل مشكلة اللاجئين السوريين ، بل قدّم شرحا وافيا لتداعيات الازمة وتكاليفها الباهضه ، وكعادته حاول إقناع الشعب بأن الامر واقع لامحاله وعلى الشعب الاردني التحمل فهذا واجبه إتجاه أشقائه ، استثمره بعض النواب سياسيا ، بارسال رسائل للحكومة مفادها أننا موجودون ولن نقبل بإقصائنا عن تصدر المشهد السياسي ، ورسائل لأقطار عربيه بأننا لن نقبل الانحياز للمعسكر السعودي القطري في حربه الاقليميه ، والنواب الاخرون (الجدد) كانت مداخلاتهم بدافع الخوف على وطنهم وأمن شعبهم وحزنا على ضيوف الشعب الاردني ، وجاء الرد سريعا من بعض الاحزاب (الاخوان المسلمون) فكانت رسالة داخليه عبر بوابة مجلس النواب ردا على التصريحات الناريه.. ، والرسالة الثانية خارجيه ، مفادها التأكيد على الاستمرار والالتزام مع التحالف الامريكي -القطري ، وباسم الدين ومناصرة الاشقاء واحتضانهم تمرر رسائل كثيره ، لكنها اصبحت مكشوفه ، فليس من المقبول أبدا العبث بمصير الوطن لتحقيق انتصارات سياسيه ، وهنا نقول للجميع المطلوب أردنيا أن يبقى محايدا في موضوع الازمة السوريه وعلى الدول التي تريد أن تجعل الاردن ساحة لحربها أن تعي أن شرارة الحرب سوف تصل حدودها !!
حمى الله الوطن وشعبه من كل مكروه ...اللهم آمين