حقيقة مؤلمة جامعة مؤتة طلبة يقتتلون لأجل شجرة ورقصة النافورة
في جامعة آل البيت كان الشيطان وفي جامعة مؤتة الشجرة...ماذا سنرى في غيرهما؟!
هم ليسوا ممن ينتمون لمنظمة السلم الأخضر وليسوا من محبي الطبيعة فيا ليتهم كانوا كذلك...هم مجموعة تشبعت بالسكون والفراغ الفكري والسياسي والخلقي والاجتماعي وقبل كل شيء الديني لتشغل لشجرة مكانة تستحق الاقتتال وتستحق ان تكون رمزًا وان تكون عنوان إنمتاء لا لقضية ولا لوطن ولا لقيادة ولا لجامعة بل لنعرة عشائرية مقيتة.
من المؤسف ان تصبح الجامعات عناوين صحفية لا بالانجازات العلمية بل بصفحات الحوادث والمشاجرات، ومؤسفٌ جدًا أن يتم تغطية جذور الحقائق بنكهات حضارية والحقيقة المرة لا يتم البحث عنها.
يا لها من مأساة حين يصل الأمر بالجامعات ان تضم في أحضانها فكرًا متطرفًا لطقوس وثنية، وهذا ما يجري في مؤتة منذ عام، وعلى مسمع أذن رئيس الجامعة، ويا لها من مأساة حين لا يحرك النخب التدريسية لمحو ذلك الفكر بفكر تفاعلي ايجابي، أذكر قبل عام ان ذروة مشاجرة بين طلبة الجامعة كانت على خلفية الشجرة التي تعرف بشجرة.... (على اسم أحد العشائر)، ورغم جاهلية من يقدس مكانة الشجرة تلك كانت هنالك جاهلية أكبر في من حرقوها، وكانت الجاهلية الأكبر حينما تم السماح لطلبة بزراعة شجرة بدل تلك الشجرة، (وصورة عملية إعادة زرع الشجرة على انه انتماء للجامعة وتجاهلوا الحقيقة المرة)، حينما شاهدتم يغرسونها تيقنت أن المشاجرة ستعود من جديد ولن تكون زراعة الشجرة نهاية الطريق بل بدايتها، لكون من زرع الشجرة وسمح بزراعتها زرع لغمًا فكريًا.
واليوم تعاد الكرة من جديد وبجاهلية جديدة، حين تشاهد مشاجرة يسميها بعض الطلبة (يالي ثارات شجرة...)، فالانتخابات الطلابية ليس المقصد الرئيسي ومن يصورها يريد دفعا مسيرة التجهيل والعصبية منن خلال غطاء الانتخابات (فالانتخابات الشيء الحضاري الطبيعي والوحيد في الموضوع) من تلك المشاجرات، بل كانت عقيدة الجاهلية ومن يغذيها بالسماح لمثل هذه الأفكار ان تتشعب وتترسخ في نفوس الطلاب هو من أشعل المشاجرة والمشاكل في الجامعة وغيرها من جامعاتنا، في جامعات العالم تكون الجامعات منابر للفكر والحوار ومتنفس سياسي واجتماعي للجميع ومنطلق للطاقات الإيجابية والإبداعية، وهنا ضمن منطق غريب تصبح الجامعات ساحات استعراض عشائري يزرع فيها العابثون الأحقاد ويغذون النعرات والعصبية ويتجاهلون مقصد الجامعة المتمثل بالعلم والمعرفة، ومن ابرز أسباب مثل هذا التخلف الذي وصل له المجتمع الجامعي:
• غياب الفكر السياسي في الجامعات بسبب سياسات إملاء في عقود مضت.
• غياب منطق التفكير بمكانة الجامعات ووجوب احترامها كمنارة علمية.
• غياب التطبيق الفعلي والحازم للقوانين والأنظمة بمن تسول له نفسه العبثية في صورة الجامعة ومقاصدها.
• سياسات المنح والأعطيات التعليمية في الرسوم وفي العلامات ومقاييس النجاح.
• تجاهل أهمية السلوك الطلابي في الجامعة كوثيقة مرادفة لعلامات الطالب في الشهادة الجامعية لغايات التوظيف والابتعاث والمنح.
• انتشار ظاهرة التعليم المنسوخ والمقلد في طرح المواد الدراسية مما يقلل من العبء التعليمي على الطلبة وعدم انشغالهم بالبحث عن المعرفة عوضًا عن التسكع في باحات الجامعة وعلى أبوابها.
• غياب الإدارة الجامعية الصارمة في تطبيق القوانين وتحجيم قضايا المشاجرات على نطاق الجامعة وعدم تحويلها للقضاء للبت فيها كقضايا موازية لقضايا التخريب والعبث والإفساد في الممتلكات العامة مما شجع الطلبة على ممارسة المشاجرات على شكل اعتيادي دون أي اعتبارات.
• غياب روح الإنتماء الفعلية لدى الطلبة لجامعاتهم وتصور القضية التعليمية قضية صراع بين الطالب والمدرس.
• غياب الجلسات الحوارية والفكرية في قضايا العلم والمعرفة وقضايا العالم عن سياسات الجامعة ونشاطاتها.
• غياب التوعية الدينية والأخلاقية في الجامعات، وتصوير الجامعة على أنها مركز الحريات حتى تلك التي تتجاوز أبعاد الحرية الحقيقية نحو حرية في الفوضى والهمجية.
من شاهد الجموع المترامية بالحجارة على بوابة الجامعة الشمالية وصرخات بعض الطلبة بصوت عالي هيا للجهاد يعتقد ان القضية ربما تكون مسرحًا تجسديًا لمعركة بين الإسلام ونقيضه...يا له من مشهد مؤلم هذا الذي يقتتل به الطلبة لأجل شجرة ولأجل رقصة خليعة في نافورة الجامعة.
في مؤتة رئيس الجامعة يجب ان يتحمل جانبًا من المسؤولية عن هذا الذي يجري وما وصل له الحال من إضرار بالعملية التعليمة التعلمية والممتلكات ومكانة الجامعة.
فهل سنشاهد حدًا لتلك السلوكيات بنقلة فكرية وتوعية حقيقية عن دور الجامعات الايجابي في المجتمعات من خلال حزمة من الأنظمة والقوانين الناظمة والقابلة للتطبيق والتنفيذ؟!
طالب في كلية الهندسة