قلوب خاوية وعقول فارغة
تمر الاحداث تلو الاحداث , تكسير تخريب وحرق , كر فر وسجال , غاز مطاردة واعتقال , جرح نزف وكسر , قتل موت ودفن , ليكون ضحيتها الأبرياء , جرتهم أيدي الغدر أصحاب القلوب الخاوية والعقول الفارغة , ليس لهم الا بث سموم الفتنة والتفرقة بين ابناء المجتمع من خلال الفزعات العشائرية والعصبية القبلية التي انتقلت من الأرياف والقرى والمدن الى مؤسساتنا التعليمية لتعيدنا الى عصر الجاهلية , غذى فكرها أقلية جهلاء تحمل سيف الحقد والكراهية , قلوبهم غُلفى , أخلاقهم نتنة , يعوضون نقصهم بأحزان غيرهم , يستخدمون اليد للقتل و الجرح و التخريب و اللسان للسب والإساءة والتجريح , قلوبهم ملأت بالعنف والكراهية والتفاخر بالعشائرية وأغرقته في دوامة العنف حتى فرقت وشتت ومزقت نسيج الأخوة والصداقة والنسب بين أبناء مجتمعنا الطيب , وفرغت عقولهم من العلم والتفكير والتخطيط لمستقبل زاهر ينهض بالأمة للتطور و التقدم , كلمة حق تقال في هذا المقام لو تماسكت الأيدي وتكاثفت الجهود بين الأهل و المدرسة والجامعة .... لما وصلت الأمور الى منحى لا يرضاه إنسان , فواجب الأهل يبدأ بالتربية الصالحة والرقابة والمتابعة الحثيثة ثم يأتي دور المدرسة داعماً للأهل بالتربية والتعليم وتنمية القيم الأخلاقية وترسيخ المبادئ الدينية , والجامعة متممة لهما بتعميق القيم الأخلاقية و زيادة الروابط الأخوية بين فئات المجتمع بعد ذلك سنصل الى مرحلة التقدم والتطور , أبنائنا فلذات أكبادنا , شبابنا بناة ديارنا و أمل مستقبلنا , بعلمكم وفكركم و أخلاقكم تزهوا وتتقدم الأمة , فلتكن بيوتنا تربية أخلاقية وتنشئة صالحة , ومدارسنا بداية طريق العلم والقضاء على الجهل وتعزيز الأخلاق , وجامعاتنا مشاعل نور وبداية انطلاقة للحياة , ومكتباتنا خزائن علم وكنوز معرفة ننهل منها كل مفيد , فعقول أبنائنا صفحات بيضاء تملأ بالغث والسمين تحتاج من ينصحها و يرشدها ويقومها , وهذا واجبنا أباء وأمهات , معلمين ومعلمات , أساتذة جامعات , وسائل إعلام ,أهل النصح والدين والإرشاد , فهم أمانة في أعناقنا يجب أن لا نتركهم فريسة للجهل وضحية للشارع , والتقليد الأعمى , ولا نغذي فيهم النزعة العشائرية , أيها الشباب بالعلم والفكر تملأ العقول , وبالأيمان والتقوى تملأ القلوب , فلا تجعلوا قلوبكم خاوية وعقولكم فارغة .