وعي نيابي في مسألة اسقاط الحكومة
ما كتبه النائب عدنان العجارمة على صفحته على الفيس بوك بشأن اسقاط الحكومة والذي تناقلته المواقع الألكترونية يضع العديد من علامات الاستفهام والكثير من التسائلات بشأن مدى ادارك وتفهم النواب لحقيقة ما يجري تحت القبة في أمر اسقاط الحكومة .
فما كتبه النائب العجارمة يؤكد شفافية الرجل في التعامل مع الاحداث وقدرته على قراءة ما بين السطور وخشيته ان يصطف مع الفاسدين في خندق واحد .
لقد وصل النائب العجارمة في قناعاته بان شخصيات فاسدة وعفى عليها الزمن تسعى ايضا الى اسقاط الحكومة وهو ما يجعل النواب الذي يسعون الى اسقاطها في موقف صعب وكما قال مثل " بلاعي الموس " الذي ان اخرجوه جرحهم وأن ابقوه جرحهم وان بلعوه جرحهم .
وزاد النائب العجارمة على صفحته مؤكدا ومستغربا في ذات الوقت " " هناك لغز كبير ... ومأساة كبيره والدوامة أكبر .... وأنه لأمر يثير العجب والتندر والكثير من الإستغراب!!!
وبالنسبة لي في هذا الشان فان ما قاله النائب العجارمة يحمل مفهوما واضحا وجليا لما يجري في أمر منح أو حجب الثقة عن الحكومة بأنه قرار صعب بالنسبة للنواب الذين ينطلقون في مواقفهم وقراراتهم من مصالح الوطن العليا وبعيدا عن الشخصنة والتنفع وتنفيذ اجندات مغرضة .
وفي ضوء ما جرى ويجري من اصطفافات بشان منح الثقة أو حجبها سواء تحت القبة أو في خارجها يرى العديد من المراقبين واستنادا لمجموعة من المعطيات ان النواب الذين جائت اجتهاداتهم بحجب الثقة ممن عرف عنهم بانهم لا يسعون الى التنفع والتكسب على حساب الوطن ولا يبحثون عن الشعبيات الرخيصة والذين يعون حجم المخاطر التي تحدق بالاردن من جميع الجهات قد باتوا في وضع صعب وقد اصطف معهم في خندق اسقاط الحكومة وكما قال النائب العجارمة " شخصيات فاسدة وعفى عليها الزمن "
أن الأوجاع التي يعاني منها الشعب الاردني هي نتاج تراكمات خلفتها حكومات سابقة وقد تلقاها النسور الذي لم يكمل سبعة شهور رئيسا للوزراء منذ تم تكليفه بتشكيل حكومته الأولى .
فهو لم يأتي من نادي رؤساء الوزارات ولم يتورث المنصب وتم تكليفه بتشكيل حكومته الثانية بعد ان تمت تزكيته من أغلبية نيابية حيث من الصعوبة أن يتم تشكيل حكومة برلمانية في ظل عدم وجود حزب يحظى بالاغلبية .
وفي شأن عدم الرضى عن بعض اعضاء الفريق الوزاري فكل وجهات النظر لم تصل الى تحميل أي من اعضاء الفريق الوزاري مسؤولية الوضع العام .
أما الجريمة الكبرى التي اقترفها الدكتور النسور والتي استند عليها أغلب الداعين من النواب الى حجب الثقة فتمثل في اقدامه على اتخاذ قرار صعب في وقت صعب وهو رفع اسعار المحروقات الذي جاء من وجهة نظر اقتصادية بحته لحماية الدينار الاردني من الانهيار وهنا كان الاجدر بالنواب ان تقدموا بحل بديل واتخذا قرارا يمنع الحكومة من رفع الاسعار .
الوضع لا يحتمل والحكمة مطلوبة في الطرح والنقاش واتخاذ القرارات بعيدا عن العاطفة وبعيدا الحماسة غير المستندة على الموضوعية فكلنا ابناء لهذا الوطن وعلينا جميعنا تحمل مسؤولياتنا برجولة وشرف ليخرج الاردن من أزماته وليبدأ الاصلاح الحقيقي في المجالات كافة .
اصلاحات تقوم على العدل والمساواة وتؤدي الى تجفيف منابع الفساد ومحاسبة الفاسدين وتحافظ على الهوية الوطنية وان يستقل الاردن في قراراته ومواقفه فالوقت يمضي ومستقبل الاردن والاردنيون على المحك .