سلالة عبدالدايم !

تم نشره الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2013 01:56 صباحاً
سلالة عبدالدايم !
خيري منصور

ليس مهماً الاسم، فقد يكون ابن عبدالمقصود أو ابن عبداللطيف أو أي من عبيدالله، انه بطل رواية لنجيب محفوظ حوّلت الى فيلم سينمائي بالأبيض والاسود بعنوان القاهرة 30، وهو شخصية نموذجية في الانتهازية بحيث لم يتورع حتى من القوادة بالمعنى الأخلاقي بعد أن انجزها بالمفهوم السياسي، فقد قبل صفقة غير أخلاقية عُيّن بموجبها مديراً لمكتب وزير، وهي ان يتزوج الفتاة التي فقدت عذريتها، لكن الباشا واصل علاقته بها في غرفة خاصة داخل منزل ابن عبد الدايم ذي القرنين، فقد كان يضبط خطواته وعودته الى البيت على ساعة السيّد الذي عينه زوجاً لعشيقته، لكن ابن عبدالدايم قبل ان يتورط بهذا المسار أحس باليأس وهو يرى طوابير المنافقين الأكثر منه مهارة في مسح الجوخ ولعق الاحذية اللامعة، وكان يردد عبارة واحدة كلما شاهد تلك الطوابير هي: اين ستذهب مع هؤلاء يا ابن عبدالدايم؟ لكنه أخيراً اتقن الحرفة، أو ما سماه الحطيئة في تاريخنا «المسألة» عندما قال لأحفاده أوصيكم بالمسألة، وهي ليست المسألة الشكسبيرية التي تتلخص في عبارة أن تكون أو لا تكون، بل هي باختصار فن الكدية والتسول.

وفي نهاية المطاف خسر ابن الدايم كالغراب المشيتين, وأصبح كالمنبت الذي لا شرفاً قطع ولا زوجة أبقى، فقد فاجأه والده القروي أثناء زيارته متلبساً بالقوادة، وقرر ان يعامله كميت، وعاد الى قريته ليخبر زوجته ان ابنها قد مات ودفن!

نموذج ابن الدايم عاش في كل العصور وتأقلم مع كل المتغيرات كفيروس رشيق، فهو يساري جداً بقدر ما هو يميني متطرف، وليبرالي بقدر ما هو راديكالي لأن المواقف بالنسبة اليه قبعات وان شئنا الدقة فهي أحذية تلبس وتخلع في أي وقت يشاء.

وكان سعد زغلول يسمي هذا النموذج وما هو على شاكلته اصحاب الملابس الداخلية النظيفة لأنهم يغيرونها عدة مرات في اليوم، وهي ملابس داخلية للرأس وليس للجسد!

لقد دفعت الشعوب العربية ثمناً باهظاً لما اقترفته سلالة ابن عبدالدايم لأن منهم الكاتب والجنرال ورجل الاعمال واحيانا الرئيس.

وقدم لنا هذا الموسم السياسي خلال عامين مشاهد لأبناء عبدالدايم تكفينا مؤونة البحث والتنقيب، لأن من سبحوا بحمد ولي نعمة خُلع استأنفوا التسبيح بحمد من خلعه والمذيع أو المذيعة اللذان كانا يصفان المخلوع بأنه الأنقى والاتقى والارحم والاكرم والاذكى، اطلقا هذه الصفات مجدداً على من جاء من بعده، لأنهما كسائر السلالة ايضا مجرد امتداد لمايكرفون ولا تتفوق هذه السلالة على الببغاء الا بشيء واحد هو مضاعفة تكرار الصدى.

بقي ان نقول لمن يستخدمون هذه الادوات المستعملة، ومن يصدقونهم ان موعدكم مع اكتشاف حقيقتهم قد لا يطول.. فهم الحديد المطاوع الذي يقبل المغنطة بسرعة، ويفقدها بشكل أسرع، لأنهم ديدان تستوطن الأحشاء!! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات