حتى لا تطاردنا عقدة المظلومية..!!

تم نشره الثلاثاء 30 نيسان / أبريل 2013 02:31 صباحاً
حتى لا تطاردنا عقدة المظلومية..!!
حسين الرواشدة

سواء أكانت “المظلومية” حقيقة ام وهما، فاننا ندفع الآن “ثمنها” بالكامل، وأسوأ ما تفرزه هذه “المظلومية” من كوارث حين تخرج من “عباءة” الطائفية، او حين تتحول “صراعات المذاهب” من سياقاتها التاريخية والفقهية الى “حروب” على تخوم السياسة.

في سوريا – مثلا- خرجت “الثورة” من رحم “المظلومية” فقد تحركت في لحظة احساس “بالغبن” مجاميع المجتمع هناك ولكي تسقط “عصا” الطاعة الذي ساقها عبر عقود طويلة لحكم “الطائفية” صحيح ان الاحساس لم يكن ذا نزعة “طائفية” آنذاك، لكنه تحوّل تحت وطأة الفرز الداخلي والاقليمي الى “ما يشبه” الحرب بين الطوائف.

في العراق –ايضا- صحا العراقيون بعد الاحتلال على “نشيد” المظلومية، وجرى تصميم “مشروع” سياسي ينتصر “للطائفية” التي نجحت في تسويق “المظلومية” فاعادت انتاج “المظلومية” على الطرف الآخر.. وها نحن اليوم نتابع فضلا آخر من فصول “المظلومية” في انتفاضات الشمال العراقي التي يخشى ان تتحول الى “حرب” طائفية.

المظلومية – بالطبع- كفكرة او كعقدة تاريخية تلازمت مع الشعور “بالاضطهاد” والاستبداد لم ترتبط بالشيعة فقط، وانما متدت افقيا وعموديا داخل مجتمعاتنا العربية، فقد اشتكت معظم الحركات “الاسلامية” مثلا سواء من مصر او تونس او ليبيا وغيرها من هذه “المظلومية” من جديد.. بحيث يتحول “المسكونون” بعقدة الاحساس “بالظلم” الى “مصدّرين” له، او عاجزين على الاقل عن تمكين “العدالة” التي تشكل افضل “مذيب” لعقدة المظالم، سواء تعلقت بمذهب سياسي او طائفة دينية او حتى بالمجتمع وما فيه من تعدديات.

في عالمنا العربي اليوم بدأت “صراعات” المظلومية بعضها خرج “بلبوس” طائفي وأوشك ان يتحول الى “حروب” اهلية وبعضها ظهر على صورة تجاذبات ومناوشات سياسية لكنه ضرب في عمق “المجتمع” وقسّمه الى معسكرات، وبعضه وجد في “الدين” ملاذا آمنا او في الصدام بين اتباع الاديان مجالا لانتقال العدوى.

افضل وصفة “لاجتثاث” عقدة المظلومية هي بناء فكرة “المواطنة” وتعميق معنى “الانتماء” للوطن، وتحرير السياسة من الاحتكار والتوظيف وسوء الاستخدام وازاحة التاريخ المثقل بالاخبار الحزينة عن الواقع والمستقبل وتاحة المجال للمجتمع الحرّ لكي يمارس وظيفته وابداعاته وتعميم قيمة “العدل” الذي هو اساس الحكم.

لكن يبقى واجب الذين انتقلوا من “المظلومية” -وهما كانت ام حقيقة- الى “المسؤولية” ان لا يتحولوا من ضحايا الى “جلادين” ومن مضطهَدين “بفتح الهاء” الى مضطهِدين “بكسر الهاء” وان يتعلموا من تجربة “الظلم” درس الانصاف وحكمة الائتلاف وجدوى البحث عن القواسم والمشتركات.

باختصار، لا نريد ان تطاردنا “عقدة” المظلومية” ولا نريد ان يصفي النخب صراعاتهم تحت هذه اللافتة على حساب وحدة مجتمعنا ومصالحها، او ان “ننفخ” في هذا “الكير” فتشتعل نيران الفتن في بلداننا التي قدّر لها ان تكون متعددة في اديانها واعراقها وطوائفها.. ومحمّلة ايضا “بإرث” تاريخي ثقيل من الحروب والصراعات والخيبات. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات