حصادك نتاج بذارك
تذكرني الحالة التي يمر فيها الاردن بعد كل انتخابات نيابية او بلدية او مجالس طلابية او حتى ادارات نوادي رياضية او مؤسسات مدنية في اي جزء من اجزاء الوطن بالمقولة ( حصادك نتيجة بذارك ) . حيث ان هذه المقولة تشير الى ان المزارع ينثر بذار الزرع الذي ينوي ان يجنيه بعد فترة معينة عندما ينضج ويكبر ، وهو على يقين بانه لن يجني ثمار البرتقال من بذرة البندورة . وهنا تنطبق هذه المقولة على المشهد السياسي الاردني الذي تبع انتخابات 2013 كالاتي :
1. كيف لمن زرع بذرة العشائرية والمناطقية والعائلية والاقليمية والطائفية الضيقة في تفاصيل الحياة اليومية للناس ان يجني ويحصد مجلس نواب ذو صبغة سياسية قادر على ادارة البلاد في احلك الظروف التي تمر بها منذ سنوات واخراج الوطن من ازمته .
2. كيف لمن زرع بذرة العنف الجامعي والمجتمعي الذي انتشر في الاونة الاخيرة واصبح جزءا من تفاصيل الحياة أليومية للناس وخبرا ثابتا على صفحات الصحف والمواقع الالكترونية وافقد الدولة جزءا كبيرا من هيبتها ان يجني مواطنا يؤمن بقواعد اللعبة الديمقراطية ويقبل بنتائجها بكل روح رياضية ديمقراطية .
3. كيف لمن زرع بذرة عدم الثقة في الحكومات المتعاقبة ومؤسساتها وقراراتها واجراءاتها ان يجني قبولا بنتائج الانتخابات بكل سلالة وتسليم .
4. كيف لمن زرع بذرة التهميش والقمع وكبت الحريات والمضايقات الامنية ان يجني قوائم انتخابية بنيت على اساس فكري حزبي سياسي قادرة على تقديم برامج انتخابية تقدم فيها حلولا لمشاكل الوطن والمواطن وتكون مؤهلة لنيل ثقة الناخب .
5. كيف لمن زرع بذرة الطبقة السياسية ذات الرائحة الفواحة ان يجني مجلس نواب لا يطاله جزء من رائحة الطبقة السياسية .
6. كيف لمن زرع بذرة شعب اسمى امانيه البحث عن لقمة العيش ان يجني مواطن يختار المرشح بناءا على برنامج حزبي سياسي لا ان يختاره مقابل مبلغ مالي - الا ما رحم ربي ولا نبرر هذا الفعل - .
7. كيف لمن زرع بذرة مجلس نواب امة هم اعضاءه في اغلب الاحيان راتبا تقاعديا مدى الحياة او منصب وجاهي او حالم بمركز وزاري تجدهم يتبادلون المكسرات والشوكولاته اثناء مناقشة القوانين ومصير الامة ان يجني مجلس نواب لا تتشكل خارطته في كثير من الاحيان على قاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة ) . اذا علينا ان نزرع بذارا جيدا حتى لا نندم لحظة الحصاد ....