في يوم العمال
نَفَضَ نعاس "سهرة الأمس" عن جفنيه
تناول حبّة الكرواسان الصباحية وكوب الاسبرسو السادة
جالَ بنظرة سريعة على عناوين الصفحة الأولى والأخيرة
فضَّ الساعة الثمينة المخصصة للمناسبات
نَزَعَ غلاف ال"دراي كلين" عن بزّته الرسمية
اختار قارورة عطره المفضّل ودسّها في جيب شنطة اللابتوب
نادى بصوت أَجَش على كومارا لتجلب الحذاء الرسمي اللامع
تحسس جيب البدلة الأيمن مطمئنّا على الايفون
والجيب الأيسر محصياً سيجار الكوهيبا
استلَّ ياقة القميط اللامع واكمامه المزينة بال"كافلينج" من زوايا البدلة
خطا واثقاً متوجها الى البوابة، حيّا البواب، البستنجي، رجل الامن الخاص
مادّا يده بالحقيبة ليناولها للسائق
***
زمجَرَ ماتور الاس كلاس معلنا بداية اليوم
خاطب سائقه من المقعد الخلفي بصوتٍ هادئ، وقور، يثقله النعاس ان يغيّر موجة شكاوي الوكيل الى فيروز على الصبح
تبخترت السيارة الفارهة في شوارع العاصمة مرورا بالاحياء المشجّرة والمزهرة
***
بدأت زمجرة الاس كلاس بالتهادي رويدا رويدا.. نظر بالأفق ليرى اعتصاماً لموظفي احدى شركات رأس المال الكبرى يطالبو بزيادة ٥٠ دينار على رواتبهم التقاعدية
دثّر نفسه بالتنهدات وخفّض جلسته مردداً في نفسه
" اين ذهب هؤلاء بمالهم؟ لماذا لم يستثمروه؟ ليش بتجوزو وبيخلفو اذا معهمش ياكلو؟"
وقبل ان تأخذه الافكار ليشكك في غاية وجود اصحاب الطبقة الدنيا وكم هم عالة على الدولة
قضّ فكره رسالة من مستشاره المالي تبلغه بضرورة التصرّف باسهم الشركة الفلانية بسبب تردي السعر
***
قاطعه سائقه الخاص معلنا الوصول الى وجهته
غاظه في الافق عربة النفايات المصطَفة على مدخل المؤسسة
وبدء الحساب لصور الاستقبال التي ستزينها عربة النفايات وصورة عامل الوطن الجالس على منصّف الطريق يحتمي بظل شجرة من حر الصيف اللاهب
أهّلوا ورحّبوا بالضيف الزائر
خطى بثقة وروح المسؤول ليعتلي المسرح
ويبدأ خطابه المحضّر سلفا عن حقوق العمال، وضرورة الالتزام بالحد الأدنى للأجور
---
من وحي المجتمع