عندما يتداعى الوجهاء

تم نشره الخميس 02nd أيّار / مايو 2013 01:32 صباحاً
عندما يتداعى الوجهاء
جمال الشواهين

في كل مرّة يتداعى وجهاء المنطقة "أيّ منطقة" لتطويق الحادث، ثم لا يطوقون شيئا ولا يحزنون, ولم يعد معلوما على وجه الدقة من هو هذا الوجيه أو ذاك، وفيما إذا كان هناك مواصفات ومعايير للوجاهة وإن هي تنطبق عليهم. وكذلك مدى القيمة الحقيقية للوجهاء وأهمية ارتداء العباءة عند التداعي, وإن هي أفضل من القنابل المسيلة للدموع لما تتداعى قوات الدرك لفضّ أو تطويق الحادث. وبالنسبة لهذه القوات، فإنّ هناك من يضعها محل شك وريبة طوال الوقت، فهي محل كل التقدير لما تتدخل لمنع الجرائم والمخالفات حماية لهيبة الدولة، ومحل رفض وملامة عندما توجّه لأغراض سياسية بالمسيرات السلمية والقانونية، وكذلك لما تتجاهل أعمال البلطجة والسرسرة والزعرنة المخططة خلالها, وليتها لا تستغلّ بعد ذلك, إذ أنّ أفرادها وضباطها من كل الأردنيين لحماية الأردنيين وليس السماح للاستقواء عليهم سياسيا.

نعود للوجهاء, هؤلاء من مستويات علمية وثقافية متفاوتة، وغالبا ما يكون من ضمنهم أميين، ومنهم أيضا وجهاء بالوراثة، وبسبب المال والأعمال، وشخصيا أعرف وجيها حاليا ظل لسنوات عديدة مطاردا لعجزه عن امتلاك مجرد بضعة دنانير, وقد غاب عن الأعين لفترة بسيطة ثم عاد للعلن، قيل بعدها أنّه كان في الخليج لما تبيّن أنّه تحوّل إلى مليونيرا ثم وجيها وأكثر من ذلك.

سؤال, هل للوجهاء سند دستوري أو قانوني للنيابة عن الدولة في التداعي؟ ثم، هل الذين ينصاعون للوجهاء بحكم من ينصاعون للقانون؟ وأيضا, هل إجراء العطوات والصلح بين المتخاصمين يؤمن الحقوق والكرامات حقا؟ وهل التنازل عن الحق أمام الجاهة رجولة وكرم، خصوصا لما يكون التنازل عن حق مذبوح بقتل معلن؟ أخيرا، متى ستتخلص الدولة ممّا فيها من قرف واستقواء عليها وعلى القانون.

في واقع الأمر أنّ العشائرية أيّاً كان ما فيها من الإيجابيات فإنّها تظل نقيضا للديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، وعلى الدولة أن تختار مكانتها بين دول العالم, وإن هي من دول العصر أو الماضي البعيد، وعلى الشعب أن يقرر مكانته أيضا بين شعوب الأرض, وفيما إذا يفضّل التخلف على التقدم طالما أنّ كل وسائل التكنولوجيا المتاحة له لم تغيِّر من تفكيره سوى النذر اليسير.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات