ما مستقبل أسعار الأسهم؟

تم نشره الخميس 02nd أيّار / مايو 2013 01:35 صباحاً
ما مستقبل أسعار الأسهم؟
د. فهد الفانك

بداية يجب الاعتراف بأنه لا أنا ولا غيري يستطيع أن يتنبأ بأي درجة من الدقة بما ستكون عليه الأسعار والأرقام القياسية في البورصة، فالمتغيرات المؤثرة عديدة جداً لا يمكن حصرها، والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها.

لكن هذا لا يمنع من النظر والمقارنة ومحاولة الفهم. فقد ارتفعت أسعار الأسهم في العالم المتقدم مؤخراً بشكل حاد، وسجل الرقم القياسي للأسهم الأميركية مستويات لم يصلها في التاريخ، ولم تتخلف بورصات أوروبا، فلماذا لا يحدث شيء من هذا القبيل في بورصة عمان، ولماذا تكافح الاسهم الأردنية لتكسب 6% خلال ثلاثة أشهر، يمكن أن تختفي بعد توزيع أرباح السنة؟.

في الأحوال العادية يعتبر الرقم القياسي لأسعار الأسهم بمثابة باروميتر لقياس حالة الاقتصاد الوطني، ومستوى التوقعات من تفاؤل بمستقبل أفضل، أو تخوف من مستقبل أسوأ.

لكن يبدو أننا في هذه المرة بإزاء ظروف ومعطيات أخرى، فالبطالة عالية في أميركا وليس هناك ازدهار اقتصادي يذكر حيث لا يزيد النمو عن 2%، وأوروبا تعاني من الأزمات الخانقة، وتتعرض بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للإفلاس لولا رزم الإنقاذ عالية التكاليف، فلماذا ترتفع أسعار الأسهم الأميركية والأوروبية بشكل حاد؟.

ارتفاع أسعار الأسهم هناك لا يعود لازدهار الاقتصادات الوطنية، كما أن اختناق الأسهم هنا لا يعود لحالة صعبة في الاقتصاد الأردني، فهناك إجماع على أن هذه السنة ستكون أفضل من السنة الماضية بجميع المقاييس.

تحركات اسعار الأسهم هنا وهناك تفسرها السياسة النقدية، فالبنوك المركزية في أميركا وأوروبا غمرت الأسواق بالسيولة، وخفضت أسعار الفائدة إلى مستويات قريبة من الصفر، فلا عجب إذا تحول المدخرون والمستثمرون إلى الأسهم للحصول على مردود معقول.

في المقابل فإن البنك المركزي الأردني أخذ بسياسة امتصاص السيولة الزائدة من السوق، ورفع سعر الفائدة على الدينار إلى أضعاف النسبة السائدة على الدولار، فلا عجب إذا وجد المساهمون فرصاً استثمارية بديلة باللجوء إلى الأصول النقدية كالودائع والسندات.

السياسة النقدية لا تتحرك لترفع أسعار الأسهم أو تخفضها، بل استجابة لمتطلبات الاقتصاد الوطني. وتحركات أسعار الأسهم هي نتيجة عرضية غير مقصودة. وليس معروفاً ما هو الاتجاه الذي ستأخـذ به السياسة النقدية في الأردن، فهل سترتفع الفوائد أم تنخفض، وهل سيضخ البنك المركزي سيولة إضافية أم يمتص السيولة الزائدة، أم يكتفي بمراقبة الأحداث. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات