نواب الفيسبوك.. ورخصة قيادة الحاسوب!!
بدأت بالأمس القريب حرب طاحنة تدور رحاها بين بعض أصحاب السعادة النواب على صفحات "الفيسبوك"، وبخاصة بعد جلسات الثقة المثيرة للجدل، والتي شكّلت منعطفاً هاماً في تاريخ الحياة البرلمانية في الأردن، ومع ذلك باتت شبكة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) الملاذ المحبّب للنائب المتمرّس في شؤون الإعلام ، لكي يقوم بإيصال برقيات الاطمئنان للأهل، والعشيرة، في البوادي، والأرياف ، والمخيمات، بإطلالة فيسبوكية تعبّر عن حالة العشق، والحنين التي يزّجيها لهم.
وهذا بالتأكيد دليل قاطع على أنهم ما زالوا يأخذون حيزاً طيباً في وجدانه، ولعل الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن ساهمت بهذا الفراق الوقتي المرير بين النائب وناخبيه، فجلسات التشريع الحبّلى بالقرارات الوردية، والأمنيات الشعبية، وبالثورة الإنتاجية، ساهمت ببقاء النائب في العاصمة الحبيبة عمان، لكي يضّعف من ماكينة الفساد، ويعرقل الوقود التي تزرع في شريانها الحياة.
بالأمس كان بعض السادة النواب يغرّدون على صفحتهم في "الفيسبوك"؛ لتبرير منحهم الثقة للحكومة بعدما وجدوا أنفسهم أمام هجوماً عنيفاً من قواعدهم الشعبية، حيث أكدوا أن هناك قوى ظّلامية تتربص بالبلد، فضلاً عن دخول الوطن في أزمة سياسية قد تسبب له المزيد من القلق، والتوتر في ظل محيط عربي يكتوي بالتّخبط والفوضى، وهذا يعني أن بقاء دولة الرئيس في الدوار الرابع هو السيناريو الأسلم للوطن.
لكن معسكر الحاجبين في الجهة المقابلة، يرى أن مصير الدولة لا يتحكم فيه شخص فهذه دولة مؤسسات وقانون، وليست دولة القطب الأوحد، فالوطن يملك الكثير من الخيارات في حال عدم قدرة الرئيس على تنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه، فهناك الكثير من الكفاءات في الوطن التي تنتظر تلبية نداء الوطن في حال استمرار سياسة الحكومة في التغول على قوت الشعب وجيبة.
إذن كلا المعسكرين هدفه وطني في الدفاع عن الوطن، حسب ما يراه مناسباً، ولأكن من يقنع المواطن؟ أن حرب الفيسبوك ما هي إلا دعاية إعلامية يستخدمها النائب لتخفيف الاحتقان السائد بين الأوساط الشعبية، والتي ترى أن بعض السادة النواب قد ينل من بعض الإغراءات الحكومية من توزير، ووظائف عليا تطال المقربين منه، فضلاً عن تلبية بعض الاحتياجات الخدّمية الخاصة، وقد يكون بعضهم رجل المرحلة في الأعوام القادمة.
يا ترى إذن ما هي القوى الظّلامية التي تتربص بالبلد؟ في حال مغادرة الرئيس دوارنا الرابع، ولما بقيت حبيس وجدان النائب، ولم تنل من التوضيح كما نالت العديد من المصطلحات السياسية ، أم إنها سلاح دفاعي يستخدمه النائب في حال اتخاذ قرار غير مرحّب به شعبياً، قد يدفع ثمنه غالياً في حال حاول مجدداً تمثيل الشعب في مجلسه القادم.
هنئياً أيها النواب الأعزّاء على هذا التواصل الاجتماعي مع قواعدكم الشعبية عبر "التويتر" و "الفيسبوك"، فهذا دليل أن رخصة قيادة الحاسوب، قد أعدّ لها مسبقاً قبل قيادة جلسات التشريع، وبخاصة أن تغريداتهم شكّلت ضجيجاً محبباً لدى عشّاق "الفيسبوك".