الاقتصاد الأردني الإشـترمالي
” إن الاكذوبة تقوم بدورة كاملة حول العالم .. قبل ان تنتهي الحقيقة من إرتداء سروالها ”.. ونستون تشرشل
في جلسة رومانسية على إحدى المحطات الاقتصادية , داعبني خبرٌ عن نسبة الأردنيين القاطنين تحت خط الفقر , وهم 80 % والحمد لله , فرفعت قدمي لأعلى مسند الأريكةِ مسترخياً , فسقط كتاب على الأرض , وبدأ بالعويل !! فهببت لنجدته , حملته ,حضنته ومسحت دموعه , ثم سألته , ما دهاك! لماذا العويل !!, فرمقني بنظره حزينة ,,, وقال 80 % ؟!!!!.
ذهبت للمطبخ وأعددت كأسين من الشاي بالنعناع , وعدت منتشياً لأقول للكتاب بكل فخر , نعم ثمانين! نحن الأردن دائماً اولاً! رمقني الكتاب بنظره اسف وقال : اتعلم ما نظامكم ألاقتصادي , فقلت لا اعلم , لكن متأكد انه الأفضل , فقال لي ما رأيك ان نستعرض انظمة العالم الاقتصادية ونرى اياً منها يحاكي اقتصادكم ؟ , فقبلت لثقتي بحكومتنا الرشيدة وبقدرتها على ايجاد الأفضل للوطن .
بدأ الكتاب باستعراض الاشتراكية ,وقال إن وسائل الإنتاج ملك المجتمع وليس ملك الفرد، أي أن الملكية الفردية في النظام الاشتراكي تكاد تنحصر في أشياء بسيطة مثل المساكن والأدوات المنزلية وغيرها من السلع الاستهلاكية، فتذكرت على الفور شركة الكهرباء والاتصالات فقلت لا , هذا لا يعنينا , ثم قال بالنظام الاشتراكي , الدوله تقوم بتحديد كيفية توزيع الموارد و إشباع الحاجات العامة وإلغاء حافز الربح , فتذكرت آبار النفط المدفونة , منجم النحاس , الصخر الزيتي فسكت , فقال في الاشتراكية يقدم كل فرد خدماته إلى المجتمع بحسب طاقته ، وفي المقابل يتسلم الفرد من المجتمع بحسب حاجته فتذكرت " نواب الثقة , وعصير التفاح " وتذكرت ياسين عوض الله عليه ,, فنظر اليّ الكتاب مبتسماً وقال لنذهب لعيوب الاشتراكية علها تحاكي اقتصادكم ,, دعنا نطرح ثلاث اسئلة (ماذا ننتج ؟ كيف ننتج ؟ لمن ننتج ؟) يتم الإجابة عليها بواسطة جهاز التخطيط وهم ويتحكمون في كل شيء يجري في من استيراد وتصدير , فتذكرت صديقي عندما اراد تصدير بعض المنتجات لسوق معين حين رفض طلبه بحجه ان هذا السوق للحوت ,, وهنا كان اول ما يحاكي اقتصادنا ,,فقال لي وماذا عن البيروقراطية والتعقيدات المكتبية في اقتصادكم ؟ فتذكرت ان عليّ ايجاد فيتامين "واو" او ان ادفع " رِشوة " لتستكملَ الإجراءات للأمور الاستثمارية ,فكانت هذه ايضا تحاكي اقتصادنا ,, فقلب الكتاب صحته ليقول من عيوب الاشتراكية عدم القضاء على الاستغلال , فتذكرت مصفاة البترول التي تحتكر السوق , فكان هذا ايضاً في اقتصادنا , فقال الكتاب , ونأتي لعيب الاشتراكية الاخير , وهو ضعف الحوافز الفردية , ومباشرهً تذكرت صديقي الذي يعمل بالقطاع الحكومي والذي لم يتغير راتبه منذ اربع سنوات , فتبين لي ان اقتصادنا يجمع عيوب الاشتراكية !!.
تنهد الكتاب وبدأ بالحديث عن الرأسماليه والتي تتميز بالسماح بالملكية الفردية الخاصة والمنافسة , فتذكرت السيارة التي اشتراها صديقي بثلاثة آلاف دينار ودفع جمركاً ورسوماً بقيمة سبعة آلاف دينار ورسومٍ سنوية تبلغ مائتا دينار !, وتذكرت منافسه الباعه بسوق " الحرامية " ,فقلت للكتاب , ما بقي لنا من الرأسمالية إلا عيوبها , فقال الكتاب تعاب الرأسمالية بالاحتكار والإسراف في استخدام الموارد , فتذكرت الفوسفات,,,وضعت يداي على رأسي موجوعاً , فقال الكاتب لا تنسى التقلبات الاقتصادية والبطالة فتذكرت جحافل الجامعيين الباحثين عن فرصه عمل , والدجاج المجمد الذي ارتفع سعره 70 % خلال شهران! , فقلت وماذا بعد يا كتابي , فقال أخيراً سوء توزيع الدخل والثروة , فقلت لهذا كنت تنوح عندما سمعت ان 80 % من الشعب تحت خط الفقر ,,, ألآن يا عزيزي آن دوري بالنواح ..
اغلقَ الكتابُ صفحاتهِ وقال لي أمركم محيّر !! , اقتصادكم جمع سلبيات النظام الاشتراكي والرأسمالي وهذا عكس النظام المختلط , فماذا تسمونه لكي اضيفه بين صفحاتي , فأجبته خذ الاشتر من الاشتراكية و مالي من الرأسماليه ,,, دعنا من هذا وادر التلفاز