تصرف مسلم ملتزم- ملتحي اعجبني
قبل اكثر من 32 عاما كان متاحاً لي ان اتعلم الكمبيوتر و استعماله و ان استعمل البريد الالكتروني و لكن لصعوبة ذلك – كما كان يخيل لي سابقاً و ان الوقت قد مضى بالنسبة لي مع ان عمري انذاك لم يتجاوز التسع و عشرون عاما – لم افكر كثيرا في تعلمه .
و اذكر كيف كان احد موظفي الشركة و اسمه " شارلز ستيقنيتو " التي كنت اديرها و هو بالمناسبة بريطاني الجنسية كيف كان يخبرني و يشجعني حينها على تعلم و استعمال الحاسوب و لكن كما اسلفت سابقا – كان يهيأ لي اني ساقضي وقتا طويلا في تعلم استعمال الحاسوب و ساجد صعوبة في ذلك .الى ان اكتشفت بعد كل هذه السنين اني اصبحت أميا تماماً في هذا المجال .
و اضطررت اخيراً بعد ان ارسل لي ابني الدكتور عصام هدية عبارة جهاز " الاي باد " الى استعماله بعد تشجيع الابناء خصوصا اني وجدته مغرياً بسبب صغر حجم الجهاز و سهولة استعماله مما مكنني من استيعابه بسهولة بخلاف ما كنت اعتقد و هذا ما جعلني اندم كثيرا على عدم استغلال ايام الشباب في تعلم الكمبيوتر و تفويتي لمثل تلك الفرصة و التي اعتبرها من النعم الكبرى للإنسان في هذا العصر .
و من ضمن ما علق في ذهني بعد استعمالي لهذا الجهاز و دخولي الى عالم الانترنت من اوسع ابوابه بحمد الله و فضله اشياء كثيرة و متنوعة و من ضمنها لقاء جميل اجرته الاعلامية الشهيرة جيزيل خوري المعروفة بمهنيتها و جرأتها في الطرح و بثقافتها العالية مع احد المتدينين ذو شكل أنيق و لحية جميلة و في نهاية اللقاء سألته السيدة جيزيل خوري لضيفها هو كيف تقبل ان تعمل معي مقابلة و انا غير محجبة ؟ و السؤال الثاني كان : انت طوال الوقت لم تنظر الي مطلقا مع ان المقابلة استغرقت وقتا طويلا ... فلماذا ؟
و ما كان جواب الضيف المتدين و الذي احترمت رأيه و قدرته و الذي صاغه بأسلوب محترم ينمي عن حسن اخلاق و تربية و سلوك, فكان جوابه على السؤال الاول بانه لم يكن ماموراً و مسئولاً بالزامها بالحجاب و اضاف بان ذلك من حريتها و هذا شان يعود اليها .
اما جواب السؤال الثاني فقال بانه لم ينظر اليها لانه مأمور " بغض النظر " و هذا ما عمله و فعله . اي انه التزم في الجواب الاول و الجواب الثاني بما املته عليه عقيدته و تربتيه الدينية .
بصراحة ... اعجبني جوابه الذي اتسم بالابتعاد عن التعصب و العنف و عبر عن سماحة الاسلام و تقبله للاخرين و متحلياً بالاخلاق العالية .
هذا السلوك السليم لمسلم يعيش في عصرنا الحديث و هو الشيء المطلوب , فما احوجنا الى التمسك بالقيم و الاخلاق و حسن التصرف مع الاخرين مع المحافظة على المبدا و العقيدة .
فشكرا لكل من يحترم الاخر و يحسن التصرف و لكن ليس على حساب العقيدة و المبدأ.