جلسة مع البنك الدولي: يا للخجل!

تم نشره الخميس 09 أيّار / مايو 2013 04:38 صباحاً
جلسة مع البنك الدولي: يا للخجل!
أحمد ابوخليل

أرجو من القارئ الكريم أن يتفضل بقراءة المقال الى آخره، لكي يتعرف الى صنف الخجل الخاص الذي أشرت اليه في العنوان.

ظهيرة يوم أمس حضرت جانباً من ورشة عمل مخصصة للاعلان عن تقرير "مراجعة سياسة التنمية في الأردن" أصدره حديثاً البنك الدولي. وسوف أؤجل الكتابة عن محتوى التقرير لأنه يحتاج لبعض التفصيل والقراءة المعمقة، وسأقتصر الكلام هنا على شكل النقاش.

حضر الجلسة عدد من الشخصيات الرسمية والأهلية المهمة والمحترمة، بعضها يمثل عدداً من القطاعات والمؤسسات. وهذا مفهوم، فالعنوان مهم وطرف النقاش الآخر (البنك الدولي) هو أيضاً مهم، وذلك في سياق العلاقة التي ارتضتها أغلب بلدان العالم المشابهة لنا، مع هذه المؤسسة الدولية.

قام موظف البنك الدولي (الدكتور اريك لو بورن) بتقديم عرض ملخص للتقرير، والدكتور (اريك)، بعد البحث عنه، هو شاب في الخامسة والثلاثين من العمر، يبدو عليه الجد والنباهة، فقد أنهى شهاداته العلمية العليا الثلاث خلال خمسة أعوام، وتخرج عام 2001، وعمل لمدة 11 عاماً في صندوق النقد الدولي/ مكتب أمريكا، تخللتها فترة في الفيلبين، لكن خبرته ذات العلاقة بمنطقتنا، من خلال عمله في دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، تبلغ ثمانية أشهر وتسعة أيام فقط (وهذا اليوم محسوب).

كل هذا مفهوم أيضاً، فالبنك له مطلق الصلاحية في اختيار موفديه، ثم أن التقرير معد من قبل فريق عمل كبير يضم خبراء وأكاديميين، ولا يوجد ما يمنع من أن يقدمه أي كان من المختصين، فأمر التقديم قد يكون مجرد مسألة فنية أو إدارية... لغاية هذه اللحظة، كل شيئ مفهوم.

لكن ما هو غير مفهوم ويدعو للخجل، أن الحضور انهمكوا في توجيه الأسئلة الجوهرية والكبرى للشاب اريك، الذي كان عليه أن يجيب على تفاصيل ويعطي توجيهات تتعلق بالاقتصاد الأردني، في الحاضر والمستقبل، وقد تقدم بالسؤال حولها مسؤولون وموظفون كبار (علماً وعمراً وخبرة). وبالطبع لو كان التقرير مجرد محاضرة أو وجهة نظر للمتحدث، لأصبح النقاش مقبولاً، لكنه تقرير يحتوي سياسات وإجراءات مع مدى زمني قصير ومتوسط.

لا اعرف المنطق الذي يتم فيه قبول هذا الشكل من النقاش بين أطراف وطنية بهذا المستوى، وحول قضايا بمثل هذه الأهمية وبمثل هذه التفاصيل مع موظف، يبدو أنه شخصياً محترم وذكي، لكن من المخجل أن نعيطه الحق بالإجابة والتوجيه و"الفتوى". لقد كان بمقدوره أن يتقدم بتقريره بالصورة التي يريدها مهما تكن قاسية، ولتكن مثلاً على شكل أوامر أو حتى "فرمانات"، بل كان بمقدوره أن يجبرنا على الاستماع اليه صامتين مكتوفي الأذرع... ذلك أفضل من أن يجبرنا على خوض نقاش معه بهذه الطريقة المهينة، وأرجوكم لا تظنوا أن هناك تنمية في غياب الكرامة. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات