قضايا الوطن في حوارات الربيعي
تمتعت لأقل من نصف ساعة بمتابعة برنامج حواري إستضاف فيه الزميل مصطفى الربيعي الأستاذ هادي جلو مرعي رئيس مركز القرار السياسي للدراسات على شاشة قناة (البغدادية) الفضائية صبيحة يوم ماطر فاجأ الجميع في بلاد الرافدين التي تعودت إستقبال الصيف مطلع مايو، ولم تتعود زخات المطر والغيوم المحلقة في الهواء وهي ترسل قطرات الغيث الى الأرض الجافة ومعها رياح باردة طيبة تنعش الأنفس الظامئة للحياة والغد والجمال المفعم بالحب والتفاؤل الذي إفتقدناه لسنين طوال ،وكالعادة كان الهم العراقي حاضرا في أسئلة المبدع مصطفى الربيعي وفي إجابات الأستاذ هادي جلو مرعي الذي عودنا على صراحة مكشوفة تثير عليه حنق البعض ،وخوف آخرين ممن أحبوه .
الصحف العراقية التي تجاوز عددها الثمانين لم يستطع مصطفى الربيعي جلبها جميعا الى الأستوديو وإكتفى ببعض منها كانت في عناوينها الرئيسية تتحدث عن قضايا وهموم الناس، والسيول التي ضربت الجنوب، وتظاهرات الأنبار، والخلافات العميقة بين السياسيين، وجدل البرلمان والحكومة ،وخلاف الإقليم الكردي مع المركز، وزيارة وفد كردستان الى بغداد ،ومشكلة الحويجة، ومقتل الجنود في الأنبار ،ولأنني أعرف مهارة الربيعي في الإختيار الدقيق لعناوين الصحف التي تستحق المناقشة فقد عرفت مسبقا إنه سيركز على قضية التظاهرات التي اخذت وقتا طويلا وماتزال تراوح في مكانها دون حل بعد إعتراف سياسيين وبرلمانيين وشيوخ عشائر ورجال دين بأن التظاهرات تلك لاتحتفظ بفكرة ورؤية واحدة ومطالب واحدة بل هي متعددة بتعدد ألوان ورغبات وميول القائمين عليها والمشاركين فيها ولذلك فالحلول صعبة حتى وإن توفر منها القدر الذي يكفي غير إن الإجماع عليها ربما يحتاج جهدا مضنيا وتسابقا بين السياسيين والعشائريين والدينيين .
ركز الربيعي في حواره على القضايا التي تهم الناس بينما كانت إجابات الأستاذ مرعي تستلهم تجربة سنوات عشر مرت من عمر التغيير يجد أن المتحقق من إنجاز فيها على صعيد الخدمات ومتطلبات الشعب العراقي قليل للغاية ولايغري بالمديح والثناء على السلطات الثلاث في الدولة ولابد من جهد ومزيج من الصبر والألم حتى يتحقق المراد وهو ليس بالهين في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه الوطن...وكانت محنة الإعلام ومشاكله حاضرة خاصة بعد غلق مجموعة قنوات فضائية من قبل هيئة الإعلام والإتصالات وهو برأيي قرار حكيم من قبل الهيئة لوقف مسلسل الإستهتار والتصعيد الطائفي لكن الربيعي بمبدئية عالية سأل الأستاذ هادي عن رأيه ؟وكان رأيا مهنيا لايخلو من صبغة سياسية حين قال ،إن بعض المعطيات تشير الى سلوك إعلامي غير متوازن بينما الديمقراطية المستهدفة تحتاج الصبر والترو والحكمة في ظل التداعي السياسي والأمني والخلافات بين المكونات والتضييق الذي يمارس على الدولة لكي لاتنهض...
شئ جميل أن تكون قضايا الوطن حاضرة في برامج الزملاء الصحفيين ومقدمي البرامج في قنوات العراق الفضائية.