أفضل وزراء مالية وأسوأ أوضاع مالية

تم نشره الثلاثاء 14 أيّار / مايو 2013 02:45 صباحاً
أفضل وزراء مالية وأسوأ أوضاع مالية
د. فهد الفانك

الأردن محظوظ بمجموعة من وزراء المالية المتميزين علمياً وعملياً وإخلاصاً وأمانة. يستطيع من يشاء أن يجهز قائمة بأسماء وزراء المالية المتعاقبين خلال ربع القرن الماضي، ابتداءً من باسل جردانة وانتهاء بأمية طوقان، ليجد أنهم جميعأً دون استثناء يستحقون الإعجاب محلياً ودولياً، ولم يكن أي منهم موضوعاً للإتهام بالفساد، وهي التهمة التي قلما نجا منها مسؤول.

ليس غريباً والحالة هذه أن تطلق بعض المجلات المصرفية المرموقة على وزير مالية أردني سابق لقب أفضل وزير مالية في العالم الثالث (محمد أبو حمور)، وأن يتلقى وزير مالية آخر (سليمان الحافظ) رسائل شكر وتقدير من رئاسة صندوق النقد الدولي على الإنجازات التي حققها.

الغريب في هذه الحالة أن يكون لدينا أفضل وزراء مالية ونعاني مع ذلك من أسوأ الاوضاع المالية المتمثلة في اتساع عجز الموازنة عامأً بعد آخر، وتفاقم المديونية لدرجة تهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي، فما هو السر في هذه المفارقة..؟

هل يعني ذلك أن ظروف الأردن الموضوعية الصعبة هي التي تؤدي إلى هذه النتائج السلبية بحيث تصبح مهمة وزير المالية تلطيف القدر وليس رده؟ أم أن وزراء المالية ليسوا مسؤولين فعلاً عن مالية الدولة، بل أنهم مجرد جهات تنفذ قرارات وسياسات وتوجهات مفروضة عليهم من فوق.

آخر وزير مالية سابق هو سليمان الحافظ وقـّع نيابة عن الحكومة الأردنية التزاماً متجدداً مع صندوق النقد الدولي برفع أسعار الكهرباء خلال شهرين كشرط للحصول على الدفعة الثانية من قرض الصندوق البالغة 385 مليون دولار تشتد الحاجة إليها. وقد فعل ذلك في أيامه الاخيرة قبل أن يغادر الوزارة، وكان بإمكانه أن يؤجل التوقيع ويرحل المسؤولية إلى وزير المالية القادم، ولكنه آثر أن يضع توقيعه على قرار غير شعبي تفرضه مصالح البلد، اي أنه وضع المصلحة العامة فوق مصلحته الشخصية، وضرب مثلاً لما يجب أن يكون عليه وزير المالية المسؤول. وبدلاً من ترحيل المشكلة كما جرت العادة، قام بترحيل الحل واستحق الشكر والتقدير ليس من رئاسة صندوق النقد الدولي فقط بل من كل من يضع المصلحة العامة فوق الاعتبارات الشخصية. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات