العلم بالثلاث
الكثير منا يهتم بتزويد معارفه وفنونه ومواهبه ومعلوماته حول كل المواضيع ولتشمل بعد ذلك عنده جميع نواحي الحياة حتى يكون عالماً من كل فن بطرف أو أعمق من الطرف بقليل.
لا بأس بذلك فأن تعرف أشياء وتزداد بها علماً أمر محبب ويجعلك ترتقي في مصاف ومجالس المطلعين والعلماء وأصحاب الفنون المختلفة.
لكن العلم الذي يعتبر علماً دنيوياً سواء كان علماً يرضي الله أو لا فإنه لا يفيدك إلا في الدنيا حيث المنصب وجلب المال بعد العمل بهذا العلم والشهرة إن كان بعلمه مبدعاً ومبحراً ,لكن فلنتذكر أن جميع العلوم والتخصصات والتي تسمى الفنون لأن صاحبها عند إتقانه لها يعتبر مختصاً بأمر فني معين كلها تنتهي عند موت صاحبها وتذهب معه(بالنسبة اليه شخصيا) لانه بعد الموت لا يستطيع ان يستفيد من علمه شيئا لنفسه الا ما تركه بعد وفاته مما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :"....وعلم ينتفع به",لكنه لا يستطيع تطوير علمه ولا الازدياد منه بعد الوفاة.
من هنا جاء قول العلماء (الفن يفنى عند الموت) فلا تبقى فنون ولا علوم تستطيع ايها الانسان ان تنفع بها او تنتفع انت منها الا العلم الحقيقي الذي جنيته لما بعد الموت وهو العلم المطلوب ومن حصله فاز ومن لم يحصله خاب وخسر مهما علا فنه وعلمه قبل الموت,وهذا العلم الحقيقي الذي يفيدك وتحتاجه ولا تستطيع الاستغناء عنه هو كيف تجيب على الأسئلة الثلاثة :(من ربك) (ما دينك) (ما تقول في الرجل الذي بعث فيكم) , فإن اجبت انت العالم بحق ,وإن لم تستطع فأنت خسرت العلم الحقيقي الذي ينجي .
فليبدأ كل منا بتجديد معلوماته ونياته ومقصوداته التي تجعله قادرا على الاجابة على الاسئلة الثلاث وليكن عالماً بها قبل الموت وبعده فهذا النوع من العلم وهو (|العلم بالثلاث) هو العلم المطلوب منك أمام ربك يوم النجاة أو الخسران.