لطفاً.... ايتها العشائر الاردنية
كان في السابق للعشائر دوراً قوياً في رسم السياسات وحفظ التوازن الاجتماعي في الدولة .
لذا كان لا يمكن باي حال من الأحوال تجاهلها او إنكارها في اي عملية سياسية او انتخابية، لانها كانت بحجمها
هي الدينمو الذي يحرك الجماهير اما بشعارات قبلية او دينية او حتى سياسية اذا ارتأت ان لها مصلحة فيها.
ولكن كان من يقودها او يتزعمها هم رجال لا غبار عليهم، أكفاء يحملون صفات المروءة والنجدة قبل المصلحة الشخصية
يتصفون بالأخلاق العالية والصفات النبيلة التي تفرض على الناس احترامهم وتقديرهم، وكانت لهم هيبة لانهم كانوا نظيفي الأيادي لا تجدهم في كل محفل او مؤتمر يزجّون بأنفسهم بين الكراسي لإظهار انفسهم ولو على حساب غيرهم.
ومن هنا برزت محبة الناس اليهم او بالاخص افراد العشيرة، فكانوا قبلةً لهم في امور حياتهم اليومية، يحلّون ما استعصى
على جمهور الناس، يفزعون لنجدة الملهوف، يقفون على توفير عيشة هنية للمواطن ولا يملّون ولا يكلّون .
وكان لهم وزن واحترام، لا يردّ لهم طلباً لانه في نطاق مصلحة الوطن والمواطن، وبالأخص كان عدد المشايخ قليلاً
لان ليس كل من لبس عباءةً وتسمّى باسم العشيرة كان شيخاً له كلمته !
اما الآن فقد كثرة الزعامات واصبح كل فرد يمنّي نفسه انه شيخاً او نصّب نفسه دون الكثير ممن هم أجدر منه
او استغل نفوذه المالي ووضعه الاقتصادي في الظهور او التنصيب، او لعلاقة له بمسئول في جهاز في الدولة !
اي اختلفت الموازين التي بها يعرف الصالح من الطالح او الغثّ من السمين من الناس، واصبح الوضع المالي له دور كبير
في تحديد المكانة الاجتماعية لأي شخص.
ومن هنا بالذات تغيّر دور العشيرة عماّ كان عليه سابقيه من الآباء والأجداد وذلك لتغيّر طريقة تفكير صانعي القرار فيها
والقصور في معرفة القيادات الحقيقية وتهميش من له دور مؤثر وفعال وإحلال أشخاص قد يكون ضررهم اكثر من نفعهم !
لذا ادعو العشائر الاردنية الى الرجوع الى ما كانت عليه من مبادئ وأهداف مشرّفة، وان يكون قدوتهم ماضي اجدادهم
الذين صنعوا تاريخاً مجيداً لهذا الوطن، وان يرجعوا الى دراسة خطواتهم في حفظ كيان العشيرة، والمواقف المشرّفة
التي وقفوها ضد ان يلوّث الحق او تضيع الحقيقة، وكيف ان رجلاً واحداً يقود عشيرة كاملة بين إرضاء للكبير واحترام
للكبير وعطف على الصغير وإحقاق للحقّ دون مجاملة او مهادنة..
ولقد انعم الله علينا بملكٍ يحنو على كل الأردنيين ، يحمل في قلبه كل التقدير والحب لشعبه، لا يتردّد في عمل كل ما فيه
مصلحة للوطن .
فلا بدَّ من تصحيح الأوضاع وترتيب البيت الداخلي في كل عشيرة، والرجوع الى القيم السامية التي يتمتع بها
افراد العشائر الاردنية، ووضع المصلحة العليا للوطن في المقام الاول ، وعدم الانسياق وراء المظاهر الخداعة والشعارات
المزيفة المغرضة التي تثير الفتن والقلاقل في مجتمعنا الاردني، والوقوف بحزم امام كل من أراد السوء لهذا الوطن.
حفظ الله الاردن ملكاً وشعباً من كل شرًّ ومكروه، وأدام الله لنا مليكنا سالماً ونحن له جندٌّ كلٌّ في موقعه ومكانه .. له أوفياء
ما بقيت أرواحنا في صدورنا... ومعاً لبناء أردننا