صرخة
![صرخة صرخة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/22620.jpg)
خلق الله تعالى الانسان واودع فيه عقلا ليميز الخبيث من الطيب, والغث من السمين , وليحكم على واقع الاشياء حكما صحيحا, واذ رأيت العجب من هذه الامة في كثير من امور حياتها ارتأيت في عجالة من القول ان اسلط الضوء لعله ينير ولو جزءا يسيرا من هذا الظلام الذي تغرق فيه هذه الامة .
فحضارة كحضارة الاسلام افرزت سابقا دولة عملاقة امتدت جذورها عبر قرون طويلة فحكمت العالم وكان يشار اليها بالبنان وينحني امامها كل عظيم وصغير .
ولاسباب كثيرة قلبت الصورة فاصبحت هذه الامة لا ترتقي لان تكون امة قيادية فتسوس العالم والحال هكذا, بل اصبحت حتى بعيدة عن ذيل القافلة تسير بخطى غرب كافر ولو اوردهم مهالك الردى واوصلهم الى مزالق الشيطان .
فعجبنا من امة دينها اسلام عظيم ونهجها قرآن كريم وطريقها شرع قويم كيف تقصي اسلامها السياسي من واقع حياتها, وتقتصر على شعائر تعبدية لا تغير واقعا ولا تدفع غازيا فاصبحت الامة في فوضى سياسية ودينية تستمرئ الذلة والمسكنة والهوان حتى وصلت الى مرحلة من ضياع المفاهيم وعبثية التفكير, فركضت لاهثة وراء عقائد اخرى افرزت شرائع وصفية اهلكت الحرث والنسل بقواعدها المخلخلة , فنتج عن ذلك ترسيخ لاقليميات ووطنيات وقوميات مختلفة , ومفاهيم ضالة مضلة باتت تمجها الاسماع التقية وترفضها العقول المستنيرة .
فالدين والسياسة توأمان لا يجوز فصل احدهما عن الاخر مهما كان السبب, وان وقع المحظور وانفصلا , فالنتائج السلبية التي ستقع على الامة لا مرد لها ولا سبيل للخلاص منها , فتظهر بذلك عوامل الضعف والتقزم حتى تصل الى مرحلة خطيرة لا ينفع معها ترقيع او اغفال, وستبدأ الامة بالانحطاط التدريجي في كافة الاصعدة سياسية او اقتصادية او اجتماعية او تعليمية وغيرها , حتى تقترب من مرحلة حرجة جدا فتحريك دفة السفينة عندها لتغيير المسار سيستغرق اجيالا واجيال, وان الغرب يساهم في اغراق هذه الامة والحال هكذا من خلال رسم تلك السياسات التي تحاك لها من وراء الكواليس.
وامة همها الدينار والدرهم لا ترعوي في قبول كل واقع يحقق لها مصالح شخصية بغض النظر عن مصدر او تشريع او خلق ودائما اقول الا من رحم ربي وان التقليد الاعمى للغرب في مختلف مجالات حياته يساهم بشكل متسارع في اتساع الهوة ورجحان كفة الميزان لصالح هذا الغرب, فتتحقق مصالحه الكبرى قسرا عنا , ونبقى على فتات نلعق آثاره مع ضخامة الموارد والامكانيات.
فمن لهذه الامة من ينير دربها ويرشدها الى طريقها المستقيم , وهي خير امة اخرجت للناس.
فهل من مجيب !