صحفي في النجف: كل يوم.. هناك جنازتان أو ثلاث لقتلى سقطوا بسوريا
المدينة نيوز - كشف تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إيران حشدت مسلحين شيعة موالين لها في العراق لدعم قوات بشار الأسد في المعارك داخل الأراضي السورية؛ وذلك بهدف الحفاظ على نفوذها الإقليمي في المنطقة.
وكشف تقرير الواشنطن بوست الذي استند إلى مقابلات أجراها مراسلوها ومحرروها مع مسلحين ومحللين ومسؤولين حكوميين عرب ومقيمين في المدن الشيعية في العراق، عن اتجاه ينمو بشكل متزايد ومفتوح في أوساط المقاتلين العراقيين الشيعة في سوريا، دعمًا لقوات الأسد، يميل إلى أن مشاركتهم هناك هي جزء من صراع إقليمي لهزيمة القاعدة، وصدَ ما يقولون إنه محاولات من قبل السنة في المنطقة للقضاء على الشيعة.
لكن التقرير ينقل عن محللون ومسؤولي الاستخبارات أن إيران رأس الأمر في حشد الشيعة العراقيين المقاتلين، تسعى بهذا التورط الدموي، للحفاظ على نفوذها الإقليمي من خلال تمويل وتوريد شبكة مقاتلين شيعة وتوسيع الدعم المسلح للحكومة السورية، والتي يهيمن عليها طائفة الأسد العلوية.
ولا يُعلم أعداد الشيعة العراقيين الذين شاركوا في القتال مع قوات الأسد في سوريا، ولكن أحد قادة الميليشيات الشيعية العراقية المسلحة، وكنيته "أبو سجاد"، نقلت عنه الواشنطن بوست، أن عددهم يتجاوز 200 مقاتل، وهو في تزايد سريع.
وغالب هؤلاء هم من المجموعات الشيعية المسلحة الموالية لإيران، وأبرزها جماعة "عصائب أهل الحق"، التي تقود حملة تجنيد غامضة لإرسال المقاتلين إلى سوريا.
ورفض "أبو سجاد" وقائد ميليشيات شيعي عراقية أخرى، وكنيته "أبو آية"، الكشف عن طريقة سفرهم إلى سوريا أو التعليق على دور إيران في هذه العملية. لكنهم قالوا إن بعض عملياتهم ساعدت في ترجيح كفة الميزان لصالح قوات الأسد.
وكشف سكان من المدن الشيعية بجنوب العراق أن المقاتلين المرسلين إلى جبهات الحرب في سورين يتم تعبئتهم في اجتماعات مع الأحزاب السياسية والميليشيات الشيعية، وأنهم غالبا ما يسافرون عبر إيران.
والمعلن من قبل قادة الميليشيات والمسؤولون الحكوميون ورجال الدين الشيعة في بغداد وطهران أن مقاتلين من شيعة العراق يُرسلون إلى سوريا لحماية ما يسمى بضريح السيدة زينب، حصرا، جنوب دمشق. كنَ العديد من التقارير الإخبارية حول الجثث التي تصل من سوريا إلى العراق وجنازات القتلى من المقاتلين، تشير إلى أن هناك عراقيين شيعة يقاتلون في معارك أبعد من منطقة السيدة زينب، التي ينخفض فيها مستوى القتال.
ونقل التقرير عن القائدين الميدانيين "أبو سجاد" و"أبو آية"، قولهما إنه كانت هناك معارك بين المسلحين العراقيين والثوار المناهضين للأسد في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك دمشق وحلب وحمص ومدينة القصير الإستراتيجية على طول الحدود مع لبنان.
وحول خسائر تلك المليشيات الشيعية العراقية، كشف أحد الصحفيين في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة أنه "كل يوم هنا، هناك جنازتان أو ثلاث للشهداء الذين قتلوا في سوريا"، كما قال.
وأضاف متحدثًا لمراسل صحيفة واشنطن بوست، رافضًا الكشف عن هويته لتجنب جذب انتباه الميليشيات أن: "90 في المائة من المقاتلين تم حشدهم من قبل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، وهي ميليشيات أخرى ممولة من إيران".
وقال "أبو سجاد" و"أبو آية" إنه في كثير من الحالات، نفذت وحدات شبه عسكرية متخصصة ومدربة تدريبا جيدا من الشيعة العراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني هجمات ضد قوات الثوار بسبب أن أفواج الجيش السوري كانوا خائفين من القيام بذلك.
