"دافوسنا" ما أبدعه !

اختفت حالة الارتباك التي كانت تسود البلد كل مرة مع قرب انعقاد "دافوس البحر الميت". ففي السابق كانت كل الأوساط "الدافوسية" في الحكومة والقطاع الخاص تعيش حالة من الاندهاش، ثم تنقل ذلك بالعدوى الى باقي المجتمع.
تذكرون مثلاً، حملات دهان أطاريف أرصفة شوارع العاصمة وتجديد طلاء حاويات النفايات باللون الفضي اللامع، وترتيب مظلات ركاب الباصات، بل وطراشة الوجهات الأمامية للمباني المطلة على بعض الشوارع.
هذا في العاصمة، ولكنكم قد تذكرون أيضاً حالة القلق في المنطقة المحيطة بمكان انعقاد المؤتمر؛ وعلى سبيل المثال، لا يمكن ان أنسى حماس أحد المسؤولين ذات يوم وهو يتحدث عن جهوده مع فريق عمل كبير في حملة تهدف لمنع وصول الذباب الى فنادق المؤتمر دون الحاجة الى مواصلة الرش والمكافحة خلال أيام انعقاده، فقد أوضح كيف درسوا دورة حياة الذبابة منذ لحظة التفقيس، بحيث لا تتمكن بيضة الذباب من النضوج وصولاً الى الطيران خلال أيام انعقاد المؤتمر. وأذكر أنني في "الدافوس الثاني" أجريت تحقيقاً قصيراً عن قرية "سويمة" الفقيرة وهي أقرب قرية الى فنادق المؤتمر، وقد طالها نصيب من تزفيت الشوارع وطراشة بعض الأسوار، بل وتزويد أطفال المدارس بقمصان جديدة موحدة.
اليوم، من الواضح أننا صرنا قادرين على إتمام المهمة بهدوء وثقة. ويمكن القول أنه اكتملت لدينا تجربة محلية في ميدان "الهمبكة" الاقتصادية. ( العرب اليوم )