عفو أم صفقة!

تم نشره الخميس 30 أيّار / مايو 2013 02:41 صباحاً
عفو أم صفقة!
اسامة الرنتيسي

توقيت مريب اختاره النواب للتوقيع على مذكرة العفو العام، وهو توقيت لا يمكن احتسابه إلا في باب البحث عن صفقة ما أو تمرير شيء ما.

أقل ما قيل حول المذكرة إنها جاءت لكي تعفي النواب من القضايا التي تخصهم، حيث يوجد نحو 80 نائبا عليهم قضايا مختلفة في المحاكم، وبعضهم عليه عشرات القضايا، فإذا جاء العفو وتم استثناء قضايا النواب، عندها على كل المشككين في نوايا القائمين على المذكرة الاعتذار، وأنا أولهم.

قد يقال الكثير عن سلبيات العفو، كما يقال أيضا عن إيجابياته، ونعرف أن العفو يأتي ضمن سياسة التهدئة والمقاربة بين الحكم والشعب، وتنفيس جانب من الاحتقان العام الذي لا تخطئه العين، الممتد من معان والطفيلة ومادبا وذيبان والكرك واربد مرورا بعمان وكل المدن والقرى والمخيمات الأردنية.

لن يضير البلاد إذا شمل العفو أي شخص، فاسد محكوم، أو فاسد لا يزال طليقا، فالفاسدون كثر، ومنذ عشرات السنين نتحدث عن الفساد، ولا نرى فاسدين، وعندما تزكم رائحة فساد أحدهم الأنوف، تخرج الأصوات المدافعة عنه، اعطونا دليلا، وكأن الفاسد غبي بطبعه ليترك دليلا وراءه.

تحملت البلاد 20 مليار دولار مديونية، ترتفع هذه الأيام بسبب العجز في الموازنة، ولم يحاكم على ذلك أحد، فلا يضير إذا زاد عدد الفاسدين الطلقاء واحدا جديدا.

ما دام الحديث متواترا عن العفو، ليتذكر النواب جيدا، أن هناك مذكرة منذ شهرين وقع عليها أكثر من 85 نائبا يطالبون بالعفو عن الجندي احمد الدقامسة، ولم يتم تحريكها رسميا عبر رئاسة مجلس النواب، وهذه قضية شعبية تحوز على اهتمام وموافقة وأمنية أغلبية الأردنيين، لو يتم تحقيقها، بعد الممارسات الصهيونية التي لا تنتهي ضد شعبنا الفلسطيني، وتدنيسهم الدائم للأقصى والمقدسات في القدس.

إن آخر عفو صدر في الأردن في العام 2011، قد استثنى الدقامسة، وإذا نجح النواب في مسعاهم في إنجاز العفو وتم استثناؤه مجددا فإن العفو بكل الأحوال سوف يكون ناقصا.

فتكفي سنوات السجن الطويلة التي ضاعت من عمر الدقامسة، وهو لم يرتكب سوى بطولة تمنح لصاحبها الأوسمة.

تكفي الدقامسة 15 عاما من الزنازين، والحبس الانفرادي، والحرمان من الحرية، والأهل والأسرة، الذي أتعبته السنوات الطوال، وأرهقت الزيارات البعيدة، عائلته ووالدته التي تقف صامدة تدافع عن ابنها البطل في كل تظاهرة، وتحمل صورته بكل شرف، كما أن أطفال الدقامسة كبروا وهم محرومون من طلة أبيهم، وها هو ابنه سيف الذي أنضجته الأيام، أصبح يطالب بالحرية لوالده.

أهم ما في العفو عن الدقامسة أنه سوف يغضب الإسرائيليين، وهذا ما نتمناه أيضا.

كل فعل نيابي أو سلوك أو مذكرة تخضع هذه الأيام للرقابة الشعبية، حتى وصلت المطالبات الشعبية حد حل المجلس عندما وقعت مشاجرة بالأيدي بين نائبين، وقد ترتفع المطالبات أكثر إذا مرر المجلس تحت حجة العفو صفقات أو تسويات مع الحكومة، وعلى النار قضية رفع أسعار الكهرباء. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات