تشاؤم المسؤولين – لماذا؟

تم نشره السبت 01st حزيران / يونيو 2013 03:08 صباحاً
تشاؤم المسؤولين – لماذا؟
د. فهد الفانك

جرت العادة أن يتولى النقاد من أمثالنا إلقاء الضوء على الصعوبات والتحديات التي يواجهها الاقتصاد الأردني ، في حين كان المسؤولون يركزون على الجانب المضيء ، ويؤكدون التقدم والنجاح ، وينشرون التفاؤل في المستقبل ولو على غير أساس.

الآن تبدلت الادوار ، فصار المسؤولون يكررون الحديث عن الصعوبات والتحديات ، ويقدمون توقعات متشائمة عن المستقبل ، بل إن بعضهم يشير إلى نقاط ضعف عديدة بعضها حقيقي وبعضها الآخر وهمي أو مصطنع.

هذا الانقلاب في المواقف له سبب رئيسي هو أن الحكومة تريد البحث عن أعذار مسبقة للفشل إذا حدث ، أو لاتخاذ قرارات غير شعبية ، فلماذا ُتلام إذا كانت قد عملت في ظروف صعبة. أما المحللون الذين يقدمون الوجه الإيجابي لواقع النشاط الاقتصادي فهدفهم نشر روح التفاؤل الذي يحقق ذاته ، ويشجع الاستثمارات الخارجية والداخلية ، ويحفز فعاليات القطاع الخاص على التوسع ، وبالتالي خلق نمو اقتصادي بوتيرة أعلى وتوليد فرص عمل تحول دون ارتفاع معدل البطالة.

في الحالتين فإن المسؤول الحكومي والمحلل المستقل يعملان في السياسة وليس في الاقتصاد ، ويهدفان لتحقيق أغراض معينة يريانها مفيدة لهما او تسهل أعمالهم فماذا عن الحقيقة؟.

قلنا مرة أن الفرق بين المتفائل والمتشائم أن لدى الاخير معلومات أفضل بمعنى أن التفاؤل في هذه الحالة لا أساس له في الواقع.

لكنا نرى الآن أن التشاؤم هو الرهان الرابح ، فالمتشائم يقدم تنبؤات سلبية ويقول في الوقت ذاته أتمنى أن أكون مخطئاً. وبالنتيجة تتضح الحقائق فإذا صدفت التنبؤات المتشائمة يكون المتشائم قد كسب المصداقية ، وإذا كانت النتائج بعكس ذلك فإن المتشائم يكون قد حصل على ما يتمناه.

بعبارة أخرى فإن المتشائم إما أن يكسب ثقة عامة وإما أن يكسب تحقيق أمنياته!.

الحكومة التي تقدم صورة سلبية ، وتؤكد على الصعوبات والتحديات لدرجة المبالغة سوف تجد نفسها في موقع مريح مستقبلاً ، فإذا حصل فشل اقتصادي قالت إننا اعترفنا سلفاً بالصعوبات التي تواجه الاقتصاد الأردني. وإذا حصل نجاح اقتصادي قالت إن هذا النجاح تحقق بالرغم من الصعوبات ، وذلك نتيجة قرارات وسياسات حصيفة اتخذتها الحكومة مما مكن الاقتصاد الوطني من تحقيق نتائج طيبة بالرغم من الظروف غير المواتية. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات