أضغاث أحلام
البعض يعيش أضغاث أحلام لا يريد أن يستيقظ منها ليرى الواقع السياسي لمجريات الأحداث الجارية فيمنّي النفس بانتصارات زائفة كنا نتمنى أن نراها حقيقة على أرض الواقع لا مجرد انتصارات وهمية
نعم هي انتصارات وهمية وزائفة لأن مقاييس النصر في الحروب العسكرية تقاس على مدى المكاسب السياسية التي يحققها كل طرف من أطراف الحرب وعندما نقول لمن يتغنى بالنصر الإلهي الزائف ما المكاسب السياسية التي حصل عليها من تزعم أنه انتصر؟ يبدأ بسرد كلام إنشائي لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يغير من حقيقة هزيمة ساحقة لا يريد أن يراها بعين بصيرة فهكذا نحن العرب فالنصر عندنا يكون ببقاء القادة ولو قتلت الشعوب ودمرت البلاد وضاعت الأوطان
بينما الحقيقة أن الحروب لا تقوم بها الدول إلا من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية وعلى هذا فإن معيار النصر أو الهزيمة هو مدى تحقق هذه الأهداف السياسية من عدمها طبعاً دون النظر إلى الأهداف الإعلامية الظاهرة والتي في بعض الأحيان تكون بعيدة كل البعد عن الأهداف السياسية الحقيقية التي تسعى لها الدول
ومع ذلك فلا يزال البعض يعيش في وهم الانتصارات الإلهية لحزب الشيطان بقيادة دجال الممانعة والمقاومة الزائفة حسن نصر إبليس وهم يرون في حرب تموز 2006 نموذجاً يعيشون من خلاله وهم النصر الزائف فيا ليت أولئك يقدمون للعالم ما هي المكاسب السياسية التي حققها حزب الشيطان ضد إسرائيل ؟!! فأين هي هذه المكاسب السياسية ؟!! وهل يعد إطلاق كمية من الصواريخ تجاه إسرائيل مكسباً سياسياً أم أن المكسب السياسي يتمثل بإرعاب الإسرائيليين وإدخالهم الملاجئ ؟!! فهل دمرت لبنان من أجل إدخال اليهود ساعات محدودة إلى الملاجئ ؟!!
إن إسرائيل حققت العديد من المكاسب السياسية في حرب تموز ومن تلك المكاسب التي تحققت لصالحها ما يلي :
1: الاعتراف الدولي بأن إسرائيل كانت تدافع عن نفسها بعد هجوم حزب الله عليها في 12/ 7 / 2006 وذلك حسب قرار مجلس الأمن رقم (1701)
2: نشر ما يقارب 15000 جندي من أفراد الجيش اللبناني في جنوب لبنان الأمر الذي كان من المستحيلات قبل الحرب
3: إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بخلاف قوات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة أي لم يعد لحزب الله أي تواجد عسكري ظاهر فوق الأرض الأمر الذي لم يكن موجوداً قبل الحرب
5: زيادة عدد قوة الأمم المتحدة " اليونيفل " في لبنان حتى جاوز العدد 12 ألف جندي مما يشكل في الواقع قوة احتلال تحمي إسرائيل ولاحظ أنها موجودة في القسم اللبناني فقط
والآن أعيد السؤال الذي ينبغي أن يجيب عليه كل من يؤمن بانتصار حزب الشيطان وهو :ما المكاسب السياسية التي حققها الحزب من خلال هذه الحرب ؟ ثم ما دام أن الحزب قد انتصر فلماذا قال حسن نصر إبليس " لو كنت أعلم بأن إسرائيل سترد على أسر الجنديين هكذا ما أقدمت على ذلك " ؟!!
إن حزب الشيطان بعد حرب تموز وجه بوصلته نحو الداخل اللبناني وتغول على الدولة اللبنانية من خلال ميليشياته ثم جاءت الثورة السورية المباركة لتكشف القناع نهائياً وتظهر الوجه الحقيقي والقبيح لهذا الحزب الشيطاني وذلك من خلال مشاركته في سفك الدماء السورية وهو كالعادة يوهم من يعيشون أضغاث الأحلام أنه سينتصر على الشعب السوري
وفي الواقع أن هذه المعركة التي يشارك فيها هذا الحزب الشيطاني هي المعركة الحقيقية له فما كان يفعله مع إسرائيل لم يكن إلا مسرحيات ساهم في توزيعها والترويج لبطلها الكرتوني قناة الجزيرة والتي أصبحت عميلة الآن كونها لم تقف مع حزب الشيطان كالسابق والمضحك أن حسن نصر إبليس صدق ما كانت تقوله الجزيرة عنه أيام غسان بن جدو من بطولة ومجد زائف فظن أن بمقدوره هزيمة الشعب السوري وإذ بكل مرتزقته ومرتزقة بشار مع ما في أيديهم من دبابات ومدفعية ثقيلة وطيران حربي لم يتمكنوا إلى الآن من دخول القصير مع العلم بأن من يدافع عن القصير هم ثلة قليلة من أبطال الثورة السورية وقد أصبحنا نرى القتلى والجرحى تغرق المستشفيات اللبنانية بعد هذه المعركة في حين لم نكن نراهم قبل ذلك في المستشفيات اللبنانية فما السبب ؟!!
قد تدمر القصير على من فيها فهذا ليس بالغريب عن سفاح كالأسد ولا عن مرتزق كحسن نصر إبليس لكن المعركة في سوريا ليست حول القصير بل حول كل الوطن السوري فهي حرب تحريرية لتخليص التراب السوري من رجس آل الأسد وفرس إيران ومرتزقة حزب الشيطان والحقيقة الساطعة كالشمس هي أن الشعوب تنتصر على الغزاة وهذا ما سيحصل يقيناً في سوريا فالنصر هو للشعب السوري ...