هل سيزحف الحريق في سوريا إلى لبنان اولا؟
يعيش لبنان هذه الايام اجواء امنية اكثر هشاشة، مع تعمق خلافات داخلية متأزمة تهدد باستعادة اجواء الحرب الاهلية التي عاشها خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وذكريات ارهاصات الاحتلال او تواجد الجيش السوري في لبنان ابان الفترة 1975 – 1990 ، كما ان تعمق الطائفية التي بني عليها اساس الحكم في لبنان ، وتأرجح توازنها واهتزازه وعدم ثباته ، يزيد من هشاشة الامن والاستقرار، ومما يزيد من احتمال اشتعال النيران في لبنان اولا، تأجج الحريق في سوريا الذي زاده تدخل سلاح حزب الله لصالح نظام الاسد، والوجود المكثف للاستخبارات والحرس الثوري الايرانيين ،وتصريحات المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم تهديدات الرئيس احمدي نجاد وتلويحه باستخدام القوة لمنع انهيار نظام الاسد، ومنع وصول منظمات وجماعات مدعومة من دول اقليمية لتسلم زمام الامور والحكم في سوريا، كما ان استخدام النظام السوري الضغوط على لبنان وعلى دول الجوار الاخرى، لابتزازها ومعاقبتها اذا ما تدخلت ، ووضعها في حالة الحيرى والمراجعة اذا ما رحل النظام السوري الحالي.
وكان فشل مهمة الاخضر الابراهيمي للبحث عن السلام ، وما عبرت عنه نتائجها من ان الاسد لن يتنحى قبل عام2014 ولا بعدها ، وان الحرب يمكن ان تمتد في هذه الحالة إلى دول الجوار، وتتحول إلى حرب اهلية ، كما ان فشل تحقيق بيان جنيف( 1) الذي عقد في شهر حزيران من العام الماضي ، الذي حدد خارطة طريق للمرحلة الانتقالية تقضي على وقف اطلاق النار، وانسحاب الاسلحة والمسلحين من الشوارع ، وعودة الجيش إلى ثكناته، واطلاق حوار بين مكونات الشعب االسوري.
وكانت معركة القصير التي اشتعلت منذ فترة وجيزة اججت النار المشتعلة في الصدور في لبنان ، والتي غذاها وزاد لهيبها ولظاها تدخل سلاح حزب الله ، بمشاركته الفعلية والعلنية ؛ دعما لقوات النظام ،مما زاد من تعمق الطائفية المذهبية ايضا ، وفعلا تتطاير شظى لهيبها وسعارها لتصل إلى شمال لبنان الملتهب اصلا، وبدأت بالفعل اشتباكات وقتال شوارع مرير في طرابلس، شمال لبنان ، وذلك مع بدء العمليات في القصير ، واستمر القتال لمدة اسبوع بين جبل محسن، الحي الجبلي الذي تقطنه اقلية علوية، ويطل على طرابلس الواقعة على البحر ، ووقعت خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات ، ثم هدأ القتال على مضض ،ولكن الجبهة مازالت ملتهبة مع استعدادات الجانبين لمعركة جديدة اشر شراسة ، وبذلك ومن المحتمل المرجح ، ان تذهب الامور إلى الاسوأ على مستوى لبنان كله ، وبوصلة ذلك ومؤشرها الحسم في معركة القصير، ومن المحتمل ان يكون الانفجار من طرابلس اولا في هذه الحرب اللعينة.