القطفة الربيعية الأولى!

تم نشره الثلاثاء 04 حزيران / يونيو 2013 04:36 صباحاً
القطفة الربيعية الأولى!
خيري منصور

الربيع يكسو الغابة ولا يعريها، وما يعلن قدومه في الافق طائر السنونو وليس الغراب، لهذا ينتظره الناس في كل يعام ولكل شعب ربيعه الذي يبدأ بيوم محدد من السنة، لكن المفردات العربية اصبحت من طراز اخر بعد ان مالت على بعضها في القواميس، فقد كان العرب ذات ربيع قومي يسمون من ينعم بالرفاه بانه تبغدد نسبة الى بغداد، لكنهم الان يسمون من يأكل لحم اخيه ونفسه ايضا قد تبغدد بعد ان شهد القاموس العربي انقلابا غيّر دلالات كل الكلمات.

وكانت كلمة فلسطين جاذبة وآسرة ثم تحولت الى عبء وحمولة باهظة يتهرب الجميع من التورط بها، فالطريق الى تل ابيب اقصر من الطريق الى القدس وتلك حكاية تطول.

القطفات الاولى لموسم الحراك العربي بمختلف اسمائه المستعارة والمجازية هي سودانات بدلا من واحد وثمة من يسعون الى تحويل الثنائي الى رباعي فيصبح لنا اربعة سودانات واربعة خراطيم ايضا.

بالامس اعلن السنوسي برقة في ليبيا اقليميا يحكم ذاته، والسجال يدور حول الفدرلة بدلا من الوحدة والدمقرطة وسائر المصطلحات ذات الاشعاع الفسفوري الخاطف للابصار.

وفي مصر يعلن تنظيم كتالة في النوبة شعارات الانفصال ويصمم راية رمزها بندقية، ولا حاجة بنا للتعليق، وفي مصر بلدة جميلة باثارها وتقاليدها ولي فيها اصدقاء منهم الفنان عادل السيوي هذه البلدة يقال ان ساكنيها من اصول امازيغية، لهذا لا بأس ان تعلن هي الاخرى الاستقلال.

ولو كان الوطن العربي بحجم بطيخة عادية لكان من السهل تحويلها الى ثلاثين دويلة ودويلة لكنه بطيخة كبيرة بحجم بعير، لهذا فالمنتظر من تقسيمها ان يصل عدد الدويلات الى سبعين او تسعين!

عندئذ على الجامعة العربية ان توسع مبناها وتتمدد نحو متحف الانتكخافة الذي يجاورها وكذلك فندق هيلتون كي تتسع لتسعين مندوبا وتسعين وزير خارجية وعشرة امناء خاصين، وليسوا عامين!

هذا هو اول الدم لا اول الغيث، والمتوالية تنذر بنهايات لا يعلمها غير الله وفقهاء التقسيم في واشنطن ولندن وباريس وربما موسكو ايضا.

ما يجري تحت اقدامنا لا نشعر به بسبب التحذير الاستهلاكي والانانية الوحشية التي حولتنا الى كائنات تنمو كنبات شيطاني، بلا جذور وبلا عناقيد اما الدويلات الطائفية الموعودة فهي اشبه باشجار اللبلاب، بلا عمود فقري ولا تقوى على الوقوف بدون جدار يسندها لهذا سيكون كل كلام عن استقلالها مجرد نكتة سياسية ثقيلة الدم.

واذا كانت القطفة الاولى بهذه المرارة والعلقمية، فاي موسم ننتظر؟! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات