مؤتمر جنيف2 القادم محاولة لأجهاض الثورة السورية
إن مايتم تداوله في المحافل الدبلوماسية من وراء الكواليس بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا من أجل ترتيب إقامة مؤتمر جنيف2 يجمع بين أطراف المعارضة السورية وممثلي النظام القائم في دمشق بقيادة الطاغية بشار الأسد هي ليست سوى محاولة خجولة وموقف أنتهازي من قبل الرئيس الأمريكي أوباما الذي عرفنا على نفسه من خلال سياساته في الفترة الماضية بأنه أضعف رئيس امريكي على الأطلاق ولايستحق له البقاء في هذا المقام في دولة عظيمة متل الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنى في قيمها الأخلاقية والدستورية الديمقراطية والحرية وضمان حقوق الشعوب في تقرير مصيرهم والعيش بكرامة إنسانية والحفاظ على السلام العالمي.
لذا نلاحظ تزايد الضغوط على المعارضة السورية والمشاركة في تشتيتها وعدم تمويلها بالمال اللازم لإدارة المناطق المحررة وعدم السماح بتسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية فتاكة للدفاع عن النفس والدفاع عن المدنيين العزل إنها جريمة نكراء يرتكبها المجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والأتحاد الأوروبي والدول العربية والأسلامية بمن فيها.
إن مؤتمر جنيف2 بهذا الوضع القائم هوسيحاول فرض الواقع الأليم على المعارضة والثورة السورية ويفرض عليها الرضوخ الى الأمر الواقع والقبول للجلوس مع النظام الحاكم برئاسة بشار الأسد.
ومن هنا يأتي إعادة الأعتراف بشرعية هذا النظام المجرم والعفو عن محاكمته مع أزلامه الذين أحرقوا سوريا في نار الحرب ودمروا البنية التحتية للبلد وشردوا الملايين من أبناء الشعب من صغار وكبار ورجال ونساء وقتل أكتر من مائة ألف مواطن سوري واعتقال أكثر من ثلاثمائة ألف معتقل في السجون والأن تأتي هذه المحاولة الهزيلة لتقول للشعب السوري عفا الله عن ما مضى أقبلوا التوبة وعودوا الى جلادكم ثانية لتعيشوا معه ويحكمكم أهل الأسد إلى الأبد كما يريد النظام وأعوانه في هذا الصراع.
إن القبول بهذه الشروط والجلوس مع ممثلي النظام في لقاء جنيف2 قبل تنحي الرئيس بشار الأسد الذي سبب في قتل هذا العدد الهائل من الضحايا وتهجير الملايين من السوريين وحرق سوريا كدولة يعني الهزيمة وإجهاض الثورة السورية وأفراغها من مضمونها الأساسي ألا وهو رحيل هذا النظام وعلى راسه الطاغية بشار وبناء نظام ديمقراطي حر تتمتع فيها كافة المكونات السورية بالحرية والمساوات في العيش الشريف السلمي والمشترك ضمن حدود الأرض السورية الحالية.
ولكن للمعارضة السورية السياسية في الخارج الممثلة في المجلس الوطني وبعدها الأئتلاف لها مسؤولية كبيرة في فشل جمع مكونات المجتمع السوري في صف واحد وتقوية الثورة من خلال تقديم المساعدات اللازمة والسلاح النوعي من خلال مجموعة دول أصدقاء سوريا والدول العربية ايضا.
إن الورقة الكوردية في مسار الثورة السورية وفي الشرق الأوسط عمومآ تنمو وأصبح لها وزن في الحسبان وعلى كافة المحافل الدولية وهذا خاصة ما لاحظه الزعيم التركي والسياسي المحنك رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بعد المحادثات والأتفاق مع الزعيم الكوردي المعتقل عبدالله أوجلان بالحد من الصراع المسلح وحل القضية الكوردية في تركيا وضم الشعب الكوردي إلى سياساته الداخلية والخارجية في الشرق الأوسط وتركيا تريد أستعمال الورقة الكوردية وتريد أن تكون حامية للشعب الكوردي في المنطقة من أجل طموحاتها المستقبلية.
أيها السادة الأعزاء في المعارضة السورية بشكل عام والممثلة في المجلس والأئتلاف إذا كان من منكم أصبح معارضآ بعد قيام الثورة وذو مقعد في المؤتمرات ويتكابرعلينا فنقول لكم نحن كنا وماذلنا معارضين عندما كان من منكم يهتف بالروح بالدم نحن معك يا أسد والى الأبد.
صحيح الأحزاب الكوردية في سوريا غير متوافقة ولكن هناك مطلب شعبي كوردي واحد وعام ومتفق عليه وهو الأعتراف بالوجود القومي للشعب الكوردي في سوريا كثاني قومية الى جانب القومية العربية بكافة الحقوق والواجبات والمسؤوليات متساوية.
من طرفنا الكوردي وعلى الجانب السياسي من يقوم بالنشاط السياسي في أوروبا وأمريكا منذ أكثر من ثلاثين عامآ ولنا أصدقاء من ساسة ورجال يشاركون في صنع القرار من إعلاميين ومنظمات حقوق الأنسان يسألوننا لماذا أنتم غير موجودين مع أطراف هذه المعارضة التي تصرخ ليلآ ونهارآ ونقول بأننا أكراد سوريين نحن مع الثورة والمسيطرين على المعارضة السياسية لا تعترف بنا كمكون أساسي في سوريا وتقصينا من العمل الجماعي ويقولون أنتم الأكراد أذهبو أتفقوا بين بعضكم وبعدها تعالوا إلينا لنتحاور.
السؤوال هنا هل المعارضة السورية بأكملها متفقة ومتجانسة حتى أنتم أيها السادة تضعون هذا الشرط أمام المشاركة الكوردية ولو بتمثيل عدة أحزاب كوردية في العملية السياسية والعمل الدبلوماسي على المستوى العالمي؟
إن ماينطبق على المعارضة السورية بشكل عام ينطبق أيضآ على الأطراف الكوردية ولكن هناك خطوط عريضة لرسم خارطة المستقبل في العيش المشترك في سوريا القادمة بعد النجاح أو فشل الثورة . لا المعارضة السورية السياسية الحالية إذا نجحت ولا النظام القائم يستطيع دفع موكب الحركة الكوردية التحررية إلى الوراء.
وهنا نريد طرح السؤوال التالي على أطراف المعارضة السياسية السورية الممثلة بالمجلس الوطني وقوى الأئتلاف لماذا أنتم مترددون وخجولون أمام الأعتراف بالمكون الكوردي في سوريا بأنه شعب يستحق الأعتراف وأنه يشكل القومية الثانية في البلد بعد القومية العربية في سوريا.إن أقصاء العديد من أطراف سورية ومنه الطرف الكوردي وتركها في موقع المتفرج وأنعدام الكفاء ات اللازمة وتفعيلها وعدم القدرة على بناء وحدة سياسية وعسكرية موحدة وضبابية مسار الطريق السياسي في ما بعد الثورة هي أيضآ تشكل عوامل تحفظ الدول الصديقة للشعب السوري.
وفي خلاصة الكلام يجب هنا التحذير وعلى كافة أطراف المعارضة الوطنية الشريفة التي تقاوم هذا الأستبداد والنظام القائم أن تقوم بإعادة أوراقها السياسية والتنظيمية وتقوية موقفها السياسي والعسكري قبل الدخول إلى أي مفاوضات وقبل ضمان تحقيق أهداف التورة السورية المجيدة. إننا نشاهد بكل وضوح تخاذل الولايات المتحدة الأميركية ومعها التخاذل الأتحاد الأوروبي والدول العربية في مجال دعم الثورة السورية بالعمل الفعال وليس بالكلام الفارغ وإدانات لا قيمة لها ولا تردع القاتل من متابعة القتل اليومي والجماعي في أغلب الأوقات وحتى أستعمال السلاح الكيمياوي في أكثر من موقع لم يحرك عصب الدول العالمية بالقيام بالتصدي لهذه الجرائم.
إن دول العالم ماذالت تتفرج أمام هذا المشهد الأليم وهي مترددة في تقديم الدعم الكافي والوافي بأسلحة فتاكة قوية قادرة على ردع قوى الشر لهذا النظام الغاشم الذي يستعمل أقوى أسلحة الدمار من صواريخ والطيران والدبابت وأسلحة أخرة بكافة أنواعها المدمرة للبنية الأساسية للدولة والقضاء على البنية التحتية وتخريب النسيج الأجتماعي في سوريا والأجبار إلى النزوح ألى الداخل بالملايين واللجوئ الى دول الجوار.
عاش نضال الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة الأنسانية
والرحمة لشهداء الثورة السورية المجيدة
رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا