المسيحيون في الشرق الأوسط

تم نشره الأحد 23rd حزيران / يونيو 2013 02:22 صباحاً
المسيحيون في الشرق الأوسط
د. فهد الفانك

حتى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي كان جميع سكان الهلال الخصيب ، العراق وسوريا الطبيعية ، من المسيحيين ، ونسبة كبيرة من العرب ، وخاصة المناذرة في العراق والغساسنة في سوريا.

ويقول المؤرخ فيليب حتـّي أن نسبة المسيحين في سوريا والعراق عند نهاية الدولة الأموية كانت في حدود 80% ، الجزء الأكبر منهم عرب ، فماذا حدث بعد ذلك.

تقول المصادر أن نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط – أي بعد إضافة مصر كانت 25% في عام 1900 ، وأن النسبة انخفضت إلى 5% في عام 2000. وهي بالتأكيد أقل من هذه النسبة في الوقت الحاضر.

يقال أن هذا الاضمحلال المسيحي المتسارع في مهد المسيحية يعود لانخفاض نسبة التكاثر الطبيعي وارتفاع نسبة الهجرة للخارج ، وخاصة أميركا الشمالية والجنوبية ، ولا يستبعد بعضهم أن يزيد عدد الأقباط المصريين في الولايات المتحدة عنهم في مصر.

عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي عام 1944 ذكر كتاب الجغرافيا المقرر آنذاك أن عدد سكان شرق الأردن 350 ألف نسمة ، بضمنهم 35 ألفاً في العاصمة عمان ، وخمسة آلاف في إربد ، وأن نسبة المسيحيين 12% ، ويؤكد هذه النسبة أنها تمثل نفس نسبة الطلبة المسيحيين في مدارس الإمارة في ذلك الوقت حسب ارشيف وزارة التربية. هذه النسبة انخفضت في العقود السبعة الأخيرة إلى 2% فقط.

كان حكم البعثيين في العراق وسوريا -على علاته- علمانياً ، يضمن حرية العبادة ، ويحمي الأقليات الدينية ، لكن الاحتلال الأمريكي للعراق فتحه للقاعدة وللمنظمات السلفية والمتطرفة ، وأعمال القتل ونسف الكنائس مما أدى إلى هجرة معظم المسيحيين العراقيين - آشوريين وكلدانيين - سعياً وراء الأمن الشخصي.

في سوريا التي تضم 5ر2 مليون مسيحي يحدث الشيء ذاته الآن ، فالمنظمات الإسلامية المتطرفة تثير رعب المسيحيين ، وتدفعهم دفعاً إلى الهجرة ، وإذا لم يتم تثبيت النظام والاستقرار في الدولة السورية فلن يبقى فيها مسيحيون.

عروبة المسيحيين لم تشفع لهم ، فقد انحازوا للفتح الإسلامي ضد الروم دلالة على أنهم يضعون هويتهم القومية قبل الدينية ، وقاوموا الغزو الصليبي في العصور الوسطى. وفي عصرنا الراهن أسهم المسيحيون العرب في الثورة ضد الاستعمار التركي والأوروبي ، كما أن جزءاً هاماً من الأدبيات القومية العربية كانت من إنتاج شخصيات مسيحية: قسطنطين زريق ، ميشيل عفلق ، انطون سعادة ، مكرم عبيد ، نعيم حداد وغيرهم.

المسيحيون في الأردن مكون نشيط من مكونات المجتمع وهم بارزون في كثير من المجالات ، ومن يأتي إلى الأردن ويتعرف على قادة البنوك والشركات والأحزاب السياسية والفئات المهنية من أطباء ومحامين ومهندسين وصحفيين إلى آخره ، يظن أن نسبة المسيحيين في الأردن لا تقل عن 20% ، مع أن نسبتهم الحقيقية أصبحت رمزية.

المسيحيون في الأردن لم يتعرضوا للاضطهاد إلا أن في مؤخرة رؤوسهم خوف دفين من المستقبل بدلالة ما يحدث في مصر والعراق وأخيراً سوريا. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات